تتميّز أيام شهر رمضان المبارك بمميزات عن سائر الأيام كما تتميّز المجتمعات الإسلامية عن بعضها البعض في هذا الشهر، بل حتى بين مناطق الدولة الواحدة تجد عادات وتقاليد لا توجد في مناطق أخرى.. هذا ما أكّده العم عبد الغني حسين رجل الأعمال المعروف وعضو منطقة المدينةالمنورة وهو يحدثنا عن عادات وتقاليد أهالي المدينةالمنورة في شهر رمضان المبارك. وقال إن ما يميّز هذا الشهر في كل بقاع الدنيا الروحانية العظيمة، حيث يعيش كل مسلم روحانية هذا الشهر المبارك وفي المدينةالمنورة يشعر الجميع بروحانية مميّزة أسهمت في جذب العديد من الزوار لقضاء أيام في رحاب المدينةالمنورة والاستمتاع بهذه الأيام المباركة. وقال عبد الغني إن أهالي المدينةالمنورة كسائر مناطق المملكة يتميّزون بالسماحة والكرم.. ومن أبرز معالم الكرم والسماحة انتشار موائد الرحمن التي يقوم عليها أهل الخير والإحسان، وتجدها تنتشر داخل أروقة المسجد النبوي الشريف وكافة الجوامع وأيضاً خارج ساحات المسجد النبوي الشريف. وهذه العادة يتنافس عليها المدنيون أباً عن جد ومنذ عشرات السنين ويتعهدها جيل بعد جيل، حتى إن بعض السفر عمرها أكثر من ستين عاماً وفي نفس المكان. كما يقوم بعض المحسنين بتقديم وجبة سحور خارج المسجد النبوي الشريف تجد إقبالاً كبيراً من الزوار والعمالة. ومن عادات رمضان في المدينةالمنورة، يبدأ الأهالي بشراء احتياجاتهم من المواد الغذائية لشهر رمضان، والتي تمثّل أساسيات المائدة الرمضانية لدى أهل المدينةالمنورة من الحب الفريك والخضار المنوّعة والبهارات العربية الخاصة بالشوربة الرمضانية ولا تنسى الدقة المدنية المكونة من البهارات المختلفة التي يتم تجهيزها في المنازل لتقديمها مع الفول والشريك المديني أبو السمسم. ومن عادات المجتمع المدني الكلام الحسن والترحيب بالقريب والغريب ويعتبر كل فرد في المدينة أن الزائر للمدينة هو زائر له، وهو بالتالي يضيّفه بدون أن يشق على نفسه ويقدّم له ما في مقدوره. ومن العادات القديمة حرص النساء والأطفال وكعادة تقليدية على الذهاب إلى المسجد النبوي الشريف ليلة ثبوت رؤية هلال رمضان وتجد الحرم مزدحماً بالنساء والأطفال ليصلوا المغرب والعشاء فتتقابل نساء العائلة كلهن في أروقة الحرم النبوي ثم يعودن بعد العشاء لبيت العائلة في جو عائلي بهيج يحقق إزالة الشحناء بين كل النفوس. ومن العادات التهادي في أيام رمضان، حيث تجد الحارات في المدينةالمنورة قبل الغروب في كل يوم رمضاني وكأنها خلية نحل، حيث تجد الأطفال يخرجون وهم يحملون أطباقاً من الطعام لإيصالها لمنازل الجيران. وكان أهالي المدينةالمنورة يكرمون المسحراتي الذي يتولى عملية إيقاظهم طوال ليالي رمضان، حيث يقدّمون له نهاية الشهر الهدايا وكان لكل حارة مسحراتي خاص بها.