أعلن صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة أمس عن توقيع عقد إنشاء أطول برج في العالم بمدينة جدة بمبلغ 4.6 مليار ريال ضمن مشروع جدة العملاق بارتفاع يزيد عن 1000 متر. وستبدأ شركة جدة الاقتصادية (JEC) العمل في بناء البرج ضمن المرحلة الأولى لمدينة المملكة التي تقع شمال جدة وتحتل مساحة 5.3 مليون متر مربع وتطل على البحر الأحمر وخليج أُبحر. وتوقع الأمير الوليد أن يحقق المشروع الجديد أرباح مجزية لمساهمي شركة المملكة خلال السنوات القادمة مؤكدا أن مدة المشروع ستكون 63 شهراً وسيبدأ التنفيذ خلال الفترة القصيرة القادمة. ورداً على سؤال «الجزيرة» قال الأمير الوليد إن العلاقة بين البرج الجديد ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية ستكون علاقة تكاملية وليست تنافسية. وفي سؤال آخر متعلق حول مدى الرؤية أوضح سموه بأن البرج الجديد يمكن رؤيته من برج ساعة مكة الملكي في حال كانت الأجواء صافية. من جهته علق المهندس طلال الميمان الرئيس التنفيذي للتطوير والاستثمارات المحلية وعضو مجلس إدارة شركة المملكة القابضة، وعضو مجلس إدارة شركة جدة الاقتصادية التي تم إنشاؤها في 2009م لتطوير مدينة المملكة في جدة قائلاً: المشروع يمثل رؤية صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال لإنشاء أطول برج في العالم في مدينة جدة. وأضاف: اتخاذ الشركاء بشركة جدة الاقتصادية القرار ببناء هذا المشروع العملاق ما هو إلا دليل آخر على حبهم وإيمانهم بالاستثمار في هذا الوطن الغالي. هذا وأبدى الأمير الوليد الذي شارك في عملية اختيار التصميم والأستاذ سموأل بخش والأستاذ عبدالرحمن شربتلي إعجابهم بجرأة وبساطة التصميم الذي قدمه ادرين سميث وجوردن جل للهندسة المعمارية ويتميّز البرج بارتفاعه الملحوظ وتصميمه الجذاب البسيط، مما يجعله أحد أجمل وأروع المباني في العالم. ودعيت خمسة شركات للتقدم لإنشاء المشروع، وقد تمت المفاضلة بينهم ليتبقى في المنافسة ثلاثة شركات كبرى، وقد تم اختيار مجموعة ابن لادن لبناء برج المملكة وذلك نظراً للتكلفة والجودة والجدول الزمني لإتمام المشروع. وتبلغ مساحة البرج المسطحة 500 ألف متر مربع، مكونة من فندق الفورسيزونز وشقق الفورسيزونز الفندقية وشقق سكنية ومكاتب من الفئة A، بالإضافة إلى وحدات سكنية خاصة وأعلى برج مراقبة في العالم كما يتضمن منشآت أخرى عديدة. وتقدّر تكلفة برج المملكة بحوالي 4.6 مليار ريال (1.2 مليار دولار) وإجمالي تكلفة مشروع مدينة المملكة بحوالي 75 مليار ريال (20 مليار دولار). ويتكون شركاء شركة جدة الاقتصادية JEC من شركة المملكة القابضة وشركة أبرار العالمية القابضة والأستاذ عبدالرحمن حسن شربتلي ومجموعة ابن لادن السعودية المحدودة. علماً بأن رأس مال شركة جدة الاقتصادية 8.8 مليار ريال مجزأ إلى أصول بقيمة 7.3 مليار ريال بالإضافة إلى مساهمة بقيمة 1.5 مليار ريال نقداً من مجموعة ابن لادن السعودية المحدودة. وأضاف المهندس طلال الميمان: «إن برج المملكة وهو الأهم سيمثل معلماً عمرانياً حضارياً جديداً وسيكون هو المحور الرئيس لهذا المشروع التحويلي في مدينة جدة». وقال المهندس الميمان: «إن رؤيتنا لبرج المملكة كمعلم جديد وإضافة لمكانة مدينة جدة التاريخية التي تعتبر المعبر الأساسي لمكةالمكرمة»، منوها بقوله: «إن القاعدة الجنوبية الشرقية لبرج المملكة الثلاثية ستكون على خط مستقيم مع الكعبة المشرفة في مكةالمكرمة». كما علق الأستاذان عبدالرحمن حسن شربتلي وسموأل بخش بقولهما: إنه باكتمال برج المملكة سيكون أحد المعالم السياحية العالمية وأحد أفضل الأماكن الجذابة للسكن والعمل في المنطقة، هذا بالإضافة إلى استحداث آلاف فرص العمل وتعزيز الاقتصاد المحلي». وأشرف على تصميم برج المملكة فريق هندسي معماري متخصص بقيادة ادرين سميث وجوردن جل Smith + Gordon Gill Adrian، ومقره في مدينة شيكاغو بالولايات المتحدةالأمريكية. كما يضم فريق التصميم ثورتون توماسيتي Thorton Tomasetti وهو المهندس المسؤول عن تصميم ثلاثة أبراج من ضمن أطول ثلاثة أبراج في العالم. وقد تم اختيار Smith + Gordon Gill Adrian من قبل شركة جدة الاقتصادية بعد عملية منافسة شملت كل من بيكارد شيلتون Pickard Chilton وكوهن بيدرسن فوكس Kohn Pederson Fox وبيلي كلارك بيلي وفوسترز Pelli Clarke Pelli and Foster وشركائهم.