في محاكمة تاريخية هي الأولى من نوعها تبدأ اليوم الأربعاء الدائرة الخامسة بمحكمة جنايات جنوبالقاهرة، برئاسة المستشار أحمد رفعت، محاكمة كل من الرئيس المصري السابق حسني مبارك، ونجليه علاء وجمال، واللواء حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق و6 من مساعديه، ورجل الأعمال الهارب حسين سالم، وذلك داخل قاعة محاضرات أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس لاتهامهم بقتل الثوار والكسب غير المشروع. وفيما يسود جدل كبير في الشارع المصري حول حضور مبارك محاكمة اليوم من عدمه أعلن مدير أمن جنوبسيناء أنه تلقى إخطاراً من النيابة لإبلاغ مبارك بموعد محاكمته وأنه قام بنفسه بإبلاغ مبارك بشأن مثوله أمام القضاء للمحاكمة، وأضاف أنه بمجرد إعلان مبارك بالإخطار طلب فرصة حتى يراجع المحامي الخاص به، وبعد دقائق من مراجعة المحامي قام مبارك بالتوقيع على الإخطار. فيما أكد مصدر طبي رفيع بمستشفى شرم الشيخ أن حالة مبارك ما زالت مستقرة بينما ما زالت حالة الاكتئاب تنتابه، مما أفقدته الشهية، وعدم تناول الطعام، مما أثر على وزنه، وبعد تسلمه إخطار المحاكمة ظهرت عليه علامات القلق والتوتر التي أصابت أيضا زوجته سوزان. وكشفت مصادر أمنية أن احتمالات حضور مبارك لأولى جلسات محاكمته ضعيفة جدا، وذلك في محاولة للاستفادة من قانون الإجراءات الذي يبيح لأي متهم التغيب عن محاكمته خاصة الجلسة الأولى التي تعد إجرائية، لكن في المقابل توقعت مصادر رفيعة حضور مبارك جلسة محاكمته مشيرة إلى أن صحته جيدة بعكس ما يشاع عنها. وأوضحت المصادر أن حضور الرئيس يؤكده تلك الاحتياطات الأمنية غير المسبوقة في أكاديمية الشرطة التي تقرر إجراء المحاكمة فيها، ولفتت إلى أنه سيتم نقل مبارك في حالة حضوره بطائرة هليكوبتر إلى اقرب مكان لقاعة المحاكمة. وأكدت المصادر أن مبارك سيحرص على الحضور ليؤكد تماسكه في مواجهة الاتهامات الموجهة إليه واقتناعه ببراءته، بما ينفى الانطباع السائد بأنه يتمارض ويسعى للهروب من المحاكمة، كما أنه يسعى إلى كسب تعاطف الجماهير في شهر رمضان، حيث يعتقد بأن الشعب سيتعاطف مع سنه في حالة ظهوره في قفص لاتهام مما سيكون له أثر إيجابي على محاكمته. وكان وزير الصحة المصري قد أعلن أن التقرير الطبي الذي وصل من مستشفى شرم الشيخ يؤكد استقرار صحة مبارك، وأنه لا يوجد أي موانع لنقله إلى مقر المحاكمة بالقاهرة، مشيراً إلى أنه سيتم توفير الأطباء والمتخصصين لمرافقتهأثناء عملية النقل، كما أعدت الوزارة خطة للطوارئ لتأمين المحاكمة سيتم إرسال عددا من سيارات الإسعاف والعيادات المتنقلة المزودة بفرق المسعفين والفرق الطبية، تحسبا لأي طوارئ قد تحدث أثناء المحاكمة. ومن المتوقع أن تشهد المحاكمة إجراءات أمنية غير مسبوقة، كما تشارك القوات المسلحة في إجراءات التأمين مع قوات الشرطة التي قامت بنقل كميات كبيرة من الحواجز الحديدية إلى المنطقة المحيطة بأكاديمية الشرطة لتأمينها. كما تم وضع الكاميرات على الأسوار الأكاديمية، ووضع حواجز حديدية وبوابات إلكترونية على مداخل القاعة. وأكدت مصادر أمنية أنه لن يسمح لأي شخص بدخول المحكمة وحضور وقائع الجلسة سوى الفئات الأربعة التي أعلن عنها رئيس المحكمة، وهم دفاع المتهمين، وأهليتهم من الدرجة الأولى والثانية، والمدعين بالحق المدني، وأخيراً الإعلاميين والصحفيين الحاصلين على تصاريح حفاظًا على سير المحاكمة. وكان أعضاء ائتلاف ميدان مصطفى محمود الذي يضم مؤيدي وأنصار مبارك قد أكدوا حضورهم جلسة المحاكمة ردا منهم على تأكيد معتصمي التحرير حضورهم المحاكمة، مؤكدين أنهم سيشكلون دروعا بشرية حول أكاديمية الشرطة، تحسبا لقيام معتصمي التحرير بالتعدي بالضرب أو الإهانة للرئيس السابق. فيما تطوع أكثر من 50 محامياً للانضمام إلى هيئة الدفاع عن مبارك مشيرين إلى أن 800 محام من مؤيدي الرئيس اجتمعوا مع ائتلاف ميدان مصطفى محمود، واختاروا 50 محاميا لينضموا إلى هيئة الدفاع عن الرئيس السابق فيما سينضم باقي المحامين مع مؤيدي مبارك الذين سيتواجدون خارج أكاديمية الشرطة أثناء المحاكمة.