في ظل تنامي الإبداع اختتمت جمعية الثقافة والفنون بالدمام وبدعم من أرامكو مسابقة الطفل المسرحي التي خلقت جيلا جديدًا فيه الكثير من الحماس والإصرار على النجاح من خلال الأداء المتميز الذي سينعكس على تطوير الأداء المستقبلي للمسرح فهل ستستمر هذه المسابقة في عطائها المثمر والسعي في إيجاد صبغة مستحدثة للدور الثقافي المسرحي الذي تؤديه خلال نطاقها على الصعيد الداخلي والخارجي أم ستنحصر التجربة في قوقعة جمعية الثقافة والفنون. استمرار مؤكد بداية يقول الأستاذ راشد الورثان رئيس جمعية الثقافة والفنون بالدمام: إن النجاح الكبير الذي تحقق العام الماضي في مسابقة الطفل المسرحي يحتم علينا الاستمرار لتحقيق الهدف وباقي الأهداف المرجوة من هذه المسابقة والتي من أهمها التواصل مع المجتمع وخلق ثقافة مسرحية اجتماعية راقية تعي أهمية المسرح الجاد المفعم بالفرجة والمتعة المسرحية، وأعتقد بأن المسابقة لهذا العام سوف تكون مميزة جداً وذلك حسب الاستعدادات الكبيرة التي تمت من قبل الإخوان في الجمعية وعلى وجه الخصوص لجنة المسرح وحرص الفرق المشاركة على تقديم أعمال مميزة ترتقي إلى مستوى المسابقة وترتقي بها وما يزيدنا ثقة بتميز المسابقة لهذا العام إن شاء الله هو الدعم الكبير الذي لقيناه من شركة أرامكو السعودية ممثلة في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي واحتضانها للمسابقة وتهيئة المكان المناسب للعروض بمستوى احترافي و عالي الجودة ابتداء من خشبة المسرح وجميع إمكاناتها الفنية والأماكن المخصصة للعوائل وننتهز هذه الفرصة ونقدم لهم جزيل الشكر على هذا الدعم. نصوص عشوائية و يرى الأستاذ حسين عبدالله مدير مركز أسيتاج السعودية لمسرح الطفل أن الأجواء المحيطة بهذه المسابقة من ترتيبات ودعم واضح يعد نقلة نوعية لهذه المسابقة التي تقام للعام الثاني كل هذا ينبئ عن أننا أمام مسابقة مغايرة تعد الأنضج على مستوى المملكة وأنا بصفتي مديرا لمركز أسيتاج السعودية لمسرح الطفل أشد على يد الإخوة بالجمعية وخارجها وأثمن كل جهد يوجه للارتقاء بمسرح الطفل ولكن أحب أن أشير إلى أن القصص التي تكتب للطفل ينقصها تحديد الفئة العمرية التي يكتبون لها مما يؤدي إلى أنهم يقعون في طرح أفكار لا ترتقي لخيال وفكر الطفل كذلك تحتوي بعض النصوص على ألفاظ متذبذبة تشتت الطفل وبعضها يؤثر بشكل سلبي على فكر وثقافة. دعم إنجاح المسابقة كما أشاد المخرج ياسر الحسن مؤلف ومخرج مسرحية غرفة الأسرار إحدى المسرحيات المشاركة أن التجربة ناجحة مع هذا لا نستطيع أن نقول إننا وصلنا للغاية المطلوبة ولكننا على الأقل استطعنا أن نحقق بعض المكاسب تجارب غنية ستصقل مستقبلاً فوجود طفل مسرحي مهم للغاية على المدى البعيد وما رأيته من نتائج خاصة في اتصالات أولياء الأمور كانت مشجعة ففي العام الماضي كانت مسرحيتنا «دمدوم وديموم» تحتوي على ثلاثين طفلا وطفلة منهم اثنان أخذا جائزة أفضل ممثل وهذا يعني أن المواهب التي لدينا في المنطقة واعدة جداً تنتظر الاهتمام فقط، كما وأتمنى مستقبلا محو بعض العراقيل التي تواجهنا نحن كمخرجين فنحن كفرق محلية لا نمتلك خشبة مسرح سوى مقر جمعية الثقافة والفنون وهذا ما أدى إلى ضغط كبير على جدول البروفات إضافة إلى اختلاف المساحة ما بين خشبة مسرح الجمعية وخشبة العرض في خيمة أرامكو مما أدى إلى بعض الإرباك لبعض الفرق في سوء تقدير المساحة خاصة أن المكان لم يجهز إلا في وقت متأخر، كما أشكر أرامكو لما قدمته من دعم ساعد على نجاح هذه التجربة فالمبالغ المرصودة على أقل تقدير دعمت وجود الأغاني الخاصة بالأطفال، دعمت الديكور ليخرج بشكل مناسب وما كان ذلك ليتحقق بوجود الاجتهادات الشخصية كما حدث في العام الماضي. ارتقاء وتألق أما المخرجة ومؤلفة مسرحية «سارة والأميرات» الأستاذة سلمى بوخمسين فترى أن هذه المسابقة بمثابة فرصة ذهبية لخلق مجالات إبداعية للفرق المشاركة وخصوصا الأطفال حيث تقوم الجمعية بجهد جبار لمساعدة الفرق للارتقاء بمسرح الطفل هذا الفن الذي له علاقة بالمحسوسات المرتبطة بالفكر والخيال ولا شك أن القائمين على النهوض بهذا المسرح يجب أن يكونوا فئات مختلفة الثقافات فمنهم الأديب والناقد والمربي وعالم النفس لكي يصلوا بمسرح الطفل إلى الهدف المرجو من ورائه وحتى لا يكون مجرد عبثا ووهما فهذا الفن من أشد المؤثرات على المعتقدات والمفاهيم والجوانب الأخلاقية والتراثية أنه صناعة أجيال ومجتمع فهو فن لا يهدف إلى اللذة الحسية وإنما يهدف إلى التهذيب الخلقي. إرادة وفوز مؤكد أما بطلة مسرحية سندريلا في الغابة المهجورة الطفلة الموهوبة نورة يوسف فتقول: سعيدة بالمشاركة فهذا ليست أول مرة بل شاركت في العام الماضي وسأشارك في مسرحية وسندريلا هو الدور الذي أقوم به والنص كتب باللغة العامية وهو أسهل لي في الحفظ ولكن هذا لا يمنع أن أقدم دور كتب باللغة الفصحى بشرط يعجبني والمخرج متفهم ذلك أحببت دوري في العام الماضي أكثر من دور سندريلا وقد كنت زعيمة الجراثيم التي تدخل في جسم الإنسان وتعمل على تدميره وتأتي الخلايا البيضاء وقامت بطردنا وقد نالت عدة جوائز من خلال المسرحيات التي اشتركت بها كأفضل ممثلة مسرحية شهد ومريم وتعود الحكاية وسأفوز إن شاء الله وأهدي فوزي لكل من حضروا وصفقوا لنورة يوسف. دعوة بدون استثناء من جانبه أقر المخرج أحمد الحسن مؤلف ومخرج مسرحية سندريلا في الغابة المهجورة بنجاح مسابقة مسرح الطفل وتشرفه بالمشاركة والمميز في هذه المسابق هو أن العرض سيسمح للجميع بحضوره دون استثناء وهذا سوف يعطي مجالا أوسع للمشاهدة والاستمتاع عكس ما كان العام الماضي فقد كانت المشاهدة محصورة في مضامير فروع الجمعية، كما أتمنى من وزارة الثقافة والإعلام دعم مسرح الطفل وتخصيص فعاليات ثقافية خاصة به تقام في جميع مناطق المملكة لأنها تعي قيمة دوره في ثقافة وحياة الطفل فهو نوع من الارتقاء وتوسيع لمداركه وإعطائه التجارب على فهم الحياة والناس على شكل قصة محكمة الأداء من قبل مؤدييها.