المريء أنبوب عضلي ضيق يبلغ طوله حوالي 40 سنتيمترًا، ويبدأ بعد اللسان وينتهي في المعدة، ويتألف من ثلاث طبقات ليفية من الخارج وعضلية في الوسط وغشاء مخاطي من الداخل. ويعد الارتداد المريئي من أكثر الأمراض التي تصيب هذا العضو ويكون في شكل أعراض مزمنة أو تخريب لمخاطية المريء ينتج عن رجوع زائد وغير طبيعي لحامض المعدة إلى المريء، ويحدث هذا المرض نتيجة للقصور في الوظيفة العضلية للمريء أو فشل في وسائل الحماية الأخرى. ارتداد المريء شائع جداً قال الدكتور رامي شعث استشاري الجهاز الهضمي والمناظير وأمراض الكبد بالمجمع الطبي التابع لمجموعة د. سليمان الحبيب والحاصل على البورد الأمريكي: إن الارتداد المريئي يعد مرضاً شائعاً جداً يصيب 20-40% من الناس. وقد زادت نسبة حدوثه خلال العقود الماضية ويحدث الارتداد بالتساوي في كلا الجنسين، أما التهاب المريء (الناتج عن الارتداد) فيحدث في الذكور ضعف الإناث كما يحدث الارتداد في كافة الأعمار وتزداد نسبة حدوثه بعد سن الأربعين. أحدث تقنية طبية وأضاف قائلاً: قد يتطور الارتداد المريئي لما يعرف طبياً بمرض باريت وهو عبارة عن تغيرات سرطانية مختلفة الدرجات تصيب الخلايا المبطنة للقسم السفلي منه، وقد نجحت مجموعة د. سليمان الحبيب الطبية في تأمين أول جهاز في دول الخليج مزود بأحدث تقنية طبية وبدون عمليات جراحية لعلاج التغيرات السرطانية في المريء (مرض باريت) من شركة BARRX الأمريكية والذي يعتمد على استخدام أشعة الراديو ذات الموجة الطويلة في المعالجة. تغيرات مرضية تقود للسرطان والذي أوضح أن باريت هو حالة مرضية يحدث فيها تغير في طبيعة وتركيب ولون الخلايا المبطنة للقسم السفلي من المريء, ويحدث ذلك عادة بسبب التعرض المتكرر للحموض والمفرزات المعدية، مشيراً إلى أن تلك الحالة المرضية تحدث فيها أضرار. وقد تؤدي لتغيرات تقود إلى السرطان وهي تنجم عادة عن حدوث ارتجاع عصارة المعدة، حيث أشارت الدراسات إلى أن من بين 10 ملايين يعانون من ارتجاع عصارة المعدة GERD يوجد مليون مصاب ب»مريء باريت» وأكثر من 20 إلى 40% من الأشخاص مهدودن بالإصابة بالارتداد المريئي وفق آخر الإحصاءات العالمية في هذا الشأن, موضحاً أن ذلك لا يعني أن كل المصابين بهذا المرض سيتحول لديهم لمرض باريت. فحوصات دورية متكررة وعن طرق تشخيص المرض قال الدكتور رامي شعث: إن تشخيص الإصابة بمريء باريت قد يكون مثيراً للقلق لأنه يزيد من احتمال تطور الحالة إلى سرطان مريء لاحقاً. ورغم انخفاض نسبة تسرطن مريء باريت, إلا أن ذلك لا ينفي ضرورة المراقبة والعلاج وذلك يتم بإجراء فحوصات دورية متكررة لتحري وجود خلايا قبل سرطانية في المريء ليتم التداخل الفوري عليها للوقاية من تطور سرطان المريء. ارتفاع خطر الإصابة بسرطان المريء وتابع بقوله: يزداد خطر الإصابة بسرطان المريء لدى الأشخاص المصابين بداء باريت, ومع ذلك فإن هذا الخطر يبقى ضئيلاً وخاصة لدى الأشخاص الذين لا تظهر فحوصات التشريح المرضي وجود أي تغيرات قبل سرطانية في المخاطية المبطنة للمريء. العلاج حسب المنطقة المصابة وأشار الدكتور رامي شعث إلى أن الجهاز يتكون من مولد كهربائي وأنبوب رفيع يدخل إلى تجويف المريء ويقوم باستئصال الغشاء المخاطي المرضي، مبيناً أن هناك نوعين من هذه القطعة الأولى تسمى (هلو 90) والثانية (هلو 360) وتستخدم كل منهما حسب حجم المنطقة المصابة. يقضي على التغيرات وأوضح استشاري الجهاز الهضمي والمناظير أن الطرق العلاجية قد تطورت إلى أن وصلت لاستخدام هذا النوع من الموجات بطريقة غير تداخلية لتقضي على التغيرات مبكراً قبل تحولها لسرطان قاتل وهي تقنية حديثة تم تطبيقها في عام 2009م حيث تقوم طاقة موجات الراديو بحرق تلك التغيرات والخلايا تمامًا دون المساس بخلايا الأنسجة السليمة، وقد أثبتت الأبحاث أن نسبة نجاح تلك الطريقة العلاجية عالية جداً وتتجاوز 98% بالرغم من حداثتها عالمياً. نتائجه فاعلة وبدون جراحة وأضاف د. شعث قائلاً: إن مراحل العلاج تتضمن إجراء التنظير للجهاز العلوي الهضمي، حيث لا يشكل مضاعفات على سلامة المريء للكشف عن الالتهابات العادية أو التقرحات المعوية أو تضيقات في المريء، وتشمل المرحلة الثانية من العملية التنظير العلاجي من دون جراحة بواسطة أنبوب رفيع يقوم بتقشير الطبقة المصابة في المريء على عمق لا يتجاوز 500-600 ميكرون من خلايا النسيج الطلائي في الطبقة المخاطية التي تغطي القناة الهضمية وبنفس العمق وبالتالي الخروج بنتائج فاعلة للتخلص من خلايا (باريت) بجميع درجاتها المرضية من دون أي أعراض جانبية أو مخاوف متوقعة، كما هو في التقنيات السابقة.