جميع أجهزتنا الحكومية تعمل بإخلاص وتفان دون أن تنسبه لنفسها وتقصي القطاعات الأخرى أو تقلل من دورها. وزارة البترول لا تنسب كل الخيرات التي في بلدنا لنفسها، كذلك وزارة التعليم العالي وزارة التربية والتعليم ومؤسسة التعليم الفني لا تنسب تعليم وثقافة المجتمع والكفاءات الأكاديمية والتعليمية وما تحقق من تعليم لمؤسساتها دون غيرها، وكذلك الحال وزارة النقل والشؤون الاجتماعية والبلديات والكهرباء والمياه والصحة والتجارة والزراعة لا تدعي النجاح وتنسب أعمال الآخرين لنفسها. برنامج (ساهر) الذي اشتهر عند الرأي العام ببرنامج جباية ينسب لنفسه هذه النجاحات ويوظف كل إنجازات الآخرين لبرنامجه، كما أنه يثني ويشيد بجهازه وشركته من خلال حملات إعلامية صحفية ويسوق المبررات لإقناع المجتمع والجهات الرسمية بنجاحاته، ويدعي أنها تحققت خلال عام من تطبيقه لهذا النظام، على الرغم من أن نجاح أي برنامج يحتاج إلى سنوات من التطبيق. تقول إدارة ساهر التي لا أحد يعرف الخيط الرفيع ما بين إدارة المرور وبين إدارة شركة ساهر، وماذا عن رأسمالها، ولا يعرف عن آلية وإجراءات أموالها ، ولا عن كيفية إدارتها ، تقول إدارة ساهر: أولا: نظام ساهر حقق إنجازات مرورية (أمنية). ثانيا: رصد عددا من السيارات واللوحات المسروقة في إشارة للضبط الأمني والمروري. ثالثا: اكتشف ساهر عددا من القضايا الجنائية. رابعا: تحقيقا لهدف السعودة الذي تعمل الدولة - رعاها الله - على تطبيقه وتوطين الوظائف بالكوادر السعودية للمساهمة في بناء التنمية بأيد سعودية، فقد تم توظيف المهارات والخيرات المحلية في تأسيس وتشغيل النظام من خلال توظيف (232) شابا سعوديا في ساهر بنسبة تجاوز (92) في المائة من مجموع الموظفين عن طريق صندوق الموارد البشرية (هدف). انتهى، جريدة الجزيرة يوم أول أمس السبت. وهذه الأعمال في حالات كثيرة من صميم عمل إدارة المرور فلا يجب أن تروج كل إدارة عن أعمالها ، ولو كان هذا المبدأ سائدا لتحولت وسائل الإعلام إلى (بوق) للحديث عن الأعمال والإنجازات والمديح والثناء والدعاية. كما أن هذه التي تسميها إدارة ساهر إنجازات عبر الإحصاءات التي تنشرها وتستعرض ببياناتها في كل المناسبات تحققت بفعل قطاعات الدولة والأموال التي دفعتها الدولة في ميزانيات الوزارات وهي: تحسن الطرق من خلال مشروعات وزارة النقل ، تحسين مسارات الشوارع وتخطيط المدن والأرصفة والإشارات، وهندسة الطرق داخل المدن الجسور والأنفاق والشوارع الحديثة، وهذا بفضل الله ثم بفضل وزارة البلديات وهيئات المدن، الاقتصار على موديلات السيارات الحديثة (نوع المركبة) وهذا - بإذن الله - قلل من حوادث السيارات، انتشار الجامعات الجديدة جامعات المناطق وجامعات المدن وجامعات المحافظات الذي تبنته وزارة التعليم العالي قلل من التنقلات، افتتاح العديد من المدارس الجديدة في وزارة التربية والتعليم وهذا قلل من حركة الطلاب والمعلمين والمعلمات، إضافة إلى زيادة وعي المواطن وحرصه على سلامته وأفراد أسرته. إذاً ليس ساهر وحده من عدل نسب الحوادث ، أو هو عطار هذا الزمن. أما السعودة فلا أحد يزايد عليها.