التقاعد ليس آخر المطاف، بل بداية مرحلة جديدة من الإبداع والابتكار، مرحلة من النشاط والعمل المفيد، فتلك الخبرات التي يكتنزها عقل المتقاعد جديرة بأن تظهر على السطح ويستفيد منها الجميع كلٌّ في تخصصه. فخبرات الأطباء والمهندسين والمهنيين والحرفيين وغيرهم لا تقدر بثمن فالكل يسعى إلى الاستفادة منها واستثمارها وتوظيفها. وحسناً فعلت بعض الجهات الحكومية في التعاقد مع بعض موظفيها المتقاعدين وكذلك القطاع الخاص الذي وظف المتقاعدين ذوي الخبرات النادرة والمميزة لكن بدون توسع. لذا فإنني أرجو من سمو سيدي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز الرئيس الفخري للجمعية الوطنية للمتقاعدين بتوجيه هذه الجمعية إلى إعداد قوائم للمتقاعدين تشمل خبراتهم وإنجازاتهم ورغباتهم في العمل كمستشارين في القطاعين الحكومي أو الخاص ويصدر من سموه قرار إلزامي إلى كل القطاعات الحكومية بالاستفادة من خبرات المتقاعدين والتعاقد معهم بشكل رسمي وصرف رواتب مجزية لهم، بحيث يصبح لدى كل جهة خبراء ومستشارون في كل التخصصات بل ويقوم هؤلاء المتقاعدون بالالتقاء بموظفي كل جهة بشكل دوري لسماع خبراتهم وإنجازاتهم وإبداعاتهم والاستفادة منها والرد على استفساراتهم والاستئناس بآرائهم, خاصةً ان كل قطاع حكومي لديه في الهيكل التنظيمي قسمٌ للمستشارين أو الخبراء ويحتاج إلى خبرات هؤلاء. إنني أرجو مرة أخرى من سمو سيدي الأمير نايف - حفظه الله - التوجيه لمن يلزم بالتسريع في إصدار هذا القرار والاستفادة من تلك الخبرات المعطلة. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. * لواء متقاعد دكتور متخصص في شؤون الأمن والسلامة والمتطوعين