يعرف عن الرئيس العراقي جلال الطالباني بعلاقته الحميمة بأركان النظام الإيراني الحالي، وأنه لا يتأخر عن أي دعوة توجه له من ذلك النظام، فهو الضيف الدائم لاحتفالات «النيروز» التي تنظم كل عام... ومع هذا، فإن هذا الرئيس الذي ينتمي إلى القومية الكردية لا يزال صامتاً، ولم يتحرك لدى أصدقائه في طهران لوقف إجرامهم ضد أبناء بلده المواطنين وأبناء قومية الأكراد في إقليم كردستان العراق، وبالذات في المناطق الحدودية مع إيران في منطقتي بتوين وبشدر، والتي تمادى الإيرانيون في عدوانهم على الأكراد العراقيين فيهما إلى حد الإعلان، ودون أي اعتبار لكرامة العراقيين، عن احتلال الحرس الثوري لثلاثة مراكز عراقية داخل الأراضي العراقية. هذا الاحتلال الإيراني والتمادي في «الاحتقار» والاستهتار بالحكومة العراقية المركزية التي يرأسها شخص مرشح من قبل طهران أصلاً، وأعضاؤها بعض منهم لا يخفون ولاءهم ل»عمائم» طهران وقم. قوات الحرس الثوري الإيراني توغلت داخل الأراضي العراقية، وأعملت قتلاً ومطاردة وتشريداً للأكراد في محافظة أربيل مركز الحكومة الكردية لإقليم كردستان، ومع هذا لم نسمع احتجاجاً ولا معارضة سواء من «الحكام الأكراد» في أربيل ولا «الحكام العرب» في بغداد، فكلاهما صامت، مما يجعل تصرف الإيرانيين واحتقارهم لمثل هؤلاء الحكام، عملاً طبيعياً؛ لأن من لم ينهض للدفاع عن كرامة وطنه ويذب عنها بمنع المحتلين والمعتدين على ترابها لا يستحق أن يحترم. عموماً، الذين يحكمون العراق في بغداد أو في أربيل هم نتاج الاحتلال، وتربوا على العيش في ظل الاحتلال، أياً كان ذلك الاحتلال أمريكيا أو إيرانياً. ولا نقول إلا: هنيئاً لطهران بصداقة الطالباني وعمالة المالكي.