أقرأ في هذه الأيام رواية «طوق الحمام» لرجاء عالم، رواية تقود ذهنك إلى زقاق مكة القديمة، تجعلك في ذهول وكأنك هناك تسمع وترى وتشم كل التفاصيل، في الوقت الذي أتصفح فيه القناة الإلكترونية لبينالي فينيسيا ال54، لتبدو أمام عيني تلك الأديبة وأختها التشكيلية شاديه؛ تشرحان وبتمكن ما قدمتاه في عمليهما «الفلك الأسود» المشارك بالبينالي؛ تفند الأختان كل أجزاء العمل وتوضحان الفلسفة خلف ذلك الكيان البصري الذي يغطيه السواد وتأتي من خلفه مئات الكرات المعدنية التي تعكس ما حولها من حركة في ترتيب حلزوني؛ ومكعب مشطوف الجانب يتوسط ذلك التجمع بشكل محوري مستنداً على أحد أركانه، هذه التوليفة تقترب كثيراً من شكل الطائفين حول الكعبة، يتسرب من السقف فوق العمل مجموعة من خيوط الضوء لرسوم الفسيفساء تنعكس على تلك الكرات، تماماً كما هو الغلاف الأسود لتلك الرواية وعليه شريط كتابة فسيفساء كالتي على الكعبة، كان شرحهما عن ما تختزنه رؤوسنا من كل ما حولنا، كتلك الكرات التي تعكس ما حولها خيراً وشراً، وغيرها من أفكار يحملها كل جزء في العمل، ولقد جاء تكريم وزير الثقافة والإعلام د.عبد العزيز خوجة لرجاء نظير فوز «طوق الحمام» بجائزة البوكر إلى جانب تكريم الروائي يوسف المحيميد لفوز روايته «الحمام لا يطير في بريدة» بجائزة الشابي، وتناقلت الصحف المحلية والقنوات هذا الخبر بفخر، كنت أتمنى أن يحصل ما حصل أيضاً في تغطية أول مشاركة سعودية في هذا البينالي، وأن يتم توجيه اهتمام أكبر بالمشاركات التشكيلية السعودية العالمية من قبل الوزارة وقنوات الإعلام عموماً، سواء للأختين رجاء أو غيرهما من الفنانين؛ ولا سيما أن الأخبار الموجودة على الإنترنت بغير العربية، ولا يعرف عنها سوى المختصين جداً في المجال وتغيب عن البقية.