بشكل عقلاني ومنطقي.. تفوز الروائية السعودية رجاء عالم بجائزة البوكر من خلال مناقشتها لمسائل وقضايا حساسة، كل هذه الأمور أهلتها للفوز بالنسخة العربية للجائزة الإنجليزية (بوكر) كأول امرأة تفوز بها مناصفة مع الروائي محمد الأشعري عن روايته “القوس والفراشة” على حد تعبير الناقد والشاعر العراقي فاضل العزاوي. هذا الفوز لم يفت وزير الثقافة والاعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة الذي هنأ الروائية السعودية رجاء عالم بعد فوزها بالجائزة عن روايتها ”طوق الحمام”، في تصريح تناقلته المواقع الإلكترونية، قال فيه: “أهنئ أديبتنا الرائدة رجاء عالم على الفوز بجائزة البوكر عن روايتها (طوق الحمام) الصادرة عن المركز الثقافي العربي. أؤكد مرة أخرى، رجاء عالم أديبة رائدة وقد ظلمها الإعلام، وآن أوان تصحيح هذا الخطأ، وأؤكد أنها ستلقى كل تقدير وتكريم لأنها تستحق ذلك وأكثر”. وكان الشاعر والناقد السعودي سعد الحميدين أول من تنبأ لاحتلال هذه الرواية مكانة رفيعة عندما قال في إحدى مقالاته: “(طوق الحمام) هي الرواية الجديدة لرجاء عالم التي تسير بتؤدة وروية في المشاوير الطويلة المرهقة إلى أن تصل إلى المكان المناسب لها وغالباً ما يكون رفيعاً، حيث تلفت الأنظار بالعمل الذي تقدمه ويكون حديث الناس لما له من تأثير إيجابي في مجاله”. الناقدة والأكاديمية أميرة كشغري اعتبرت مثل هذا الفوز إنجازا واعترافا بإبداعات المرأة السعودية، وكون رجاء عالم هي من حصلت على الجائزة، فإن هذا الفوز له نكهة أخرى نظرا للقيمة الإبداعية التي تميزت بها من خلال أعمالها، هذا الإبداع تجسّد في قدرة عالم على التقاط الصورة المهملة، من خلال تصويرها للعوالم المهملة وتصويرها لواقع مكة المقدسة بتجلياتها المختلفة. ويبدو أن عالم (المولودة في مكة عام 1963م) تحاول أيضاً من خلال هذا العمل على إحياء مكة القديمة التي اندثرت الآن، فلطالما رددت عالم عن مكة: “مكة هي أمي وجدتي”، ليس هذا فقط، بل اعتبرتها مركزاً لحركة سحرية إبداعية، في بعد صوفي لطالما سطرته عالم في رواياتها. ويؤكد النقاد المطلعون على تجربة عالم حرصها على عيش جدلية الوجود على المستوى الإنساني والميتافيزيقي، لتطغى القضايا الماورائية على أعمالها التي تطرح دائماً موضوعات حياتية متعدّدة ومتنوعة، فهي لم تنجذب إلى الأدب الواقعي بل ارتأت العكس، بمعنى أنها تمرّدت على الواقع الذي أبت الانغماس فيه خوفاً من الإصطدام بموانعه الكثيرة. ففي أدبها يبرز الجانب الحالم في شخصية رجاء عالم المتخفية دائماً وراء الكلمات، فيشعر القارئ أن هذه الأديبة لا تتعامل مع الأدب سوى على أساس أنه حلم. لذا فإن عالمها الأدبي يتسلّل من المعقول إلى اللامعقول ومن المنطق إلى اللامنطق. يذكر أن عالم قد صدرت لها عدة أعمال أدبية تنوعت بين القصة والمسرح والرواية منها روايتان كتبتهما بالتعاون مع الروائي والمصور السينمائي الأمريكي توم مكدونوه وصدرت باللغة الإنكليزية: «فاطمة: رواية الجزيرة العربية” (2002) و”ألف ليلة وليلتي”.