من المعروف أن هناك مراكز عالمية وعلمية في الدول المتقدمة تقوم من وقت لآخر بإصدار إحصائيات علمية عن ترتيب الجامعات في كافة دول العالم وتظهر هذا الترتيب بعد أن يتم استكمال كافة المعلومات الدقيقة عن كل جامعة ووفق أصول علمية وإحصائية مبنية على النتائج التي حققتها تلك الجامعة وفي كافة التخصصات التي تقوم الجامعة بإنتاجها سنوياً وعلى ضوء الأعمال المتميزة فيها سواء على المستوى الأكاديمي والبحث العلمي أو مستوى التحصيل العلمي للمتخرجين منها أو البنية التحتية للجامعة وغيرها من المعايير المعروفة، وهذا الترتيب لا شك أنه يؤثر إما سلباً أو إيجاباً على مكانة تلك الجامعة عالمياً بين الجامعات المعروفة بدول العالم. ولعل ما يهمنا في هذا الموضوع هو الترتيب العالمي الذي تحصل عليه الجامعات السعودية في بلادنا لنعرف من خلاله الوضع الأكاديمي والتحصيل العلمي في كافة المجالات العلمية وبخاصة نوعية الخريجين من تلك الجامعات السعودية. ومن خلال نظرة فاحصة لهذا الترتيب والذي يمكن الحصول عليه من خلال مواقع (الإنترنت العالمية) أو مراكز البحوث العالمية، فإن الوضع العام لبعض الجامعات السعودية وبخاصة الجديدة يظهر أن هناك قصوراً واضحاً من بعض الجامعات حيث إن ترتيبها جاء متأخراً جداً عالمياً مما يعطي مؤشراً يجب التنبه إليه لتأثيره على مستقبلها الأكاديمي عالمياً. ولست هنا بصدد عرض بعض أسماء تلك الجامعات حتى لا يكون مقالي موجهاً لأحد بعينه من الجامعات السعودية ولكن سأكتفي بالقول إن بعض الجامعات السعودية التي وافقت وزارة التعليم العالي مشكورة بفتحها مؤخرا خصوصاً في منطقة الرياض (كنموذج فقط) تحتاج إلى بذل جهد أكبر من أجل الصعود بترتيبها العالمي وتحقيق معدلات في الإنتاج يشفع لها بتخطي الأرقام الأخيرة في الترتيب العالمي. وإذا أخذنا الموضوع بنوع من التفصيل مثلاً فإن جامعة شقراء الجديدة بمنطقة الرياض والتي تُعد مفخرة للمحافظة والمدن التي تتبعها تحتاج إلى تضافر الجهود من أجل استكمال البنية التحتية اللازمة لها من حيث عدد المباني الحديثة والمجهزة بكافة المستلزمات الأساسية المعروفة من أجل استيعاب العدد الكبير من الطلاب أو الطالبات الراغبين في الدراسة الجامعية، وفي نفس الوقت العمل الجاد لتغطية كافة التخصصات العلمية وفتح فروعها في كافة مدن المحافظات التي تشرف على التعليم الجامعي فيها.. ومن الواجب وضع خطة إستراتيجية للمستقبل تكون مبنية على أسس علمية ولا مانع من الاستفادة من تجارب الجامعات السعودية العريقة مثل جامعة الملك سعود بالرياض أو غيرها. ونحن ما زال لدينا الأمل في تحقيق نهضة علمية في تلك الجامعات وتحقيق آمال الدولة في هذا المجال الحيوي والوطني.. واستثمار الدعم الحكومي لتلك الجامعات الجديدة لتقوم بدورها الرائد ولتغطي النقص في عدد الجامعات في مناطق المملكة التي ما زالت تنظر إلى هذه الجامعات بعين الأمل والمستقبل المشرق... والله الموفق.