معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة أديب ومفكر ومبدع، يحمل هموم ثقافة الوطن، يرى المبدعون في تجربته الأدبية اختصاراً لشرح مشاعرهم وأمانيهم وطموحاتهم، التي حملها عبر مراحل عمره الأدبي والفكري والثقافي، شهدت له بالكثير، ساهم بها في كل موقع ومنبر، كان وما زال فيها معاليه علماً يحمل مشاعل أضاء بها طريق تلامذته، وعشاق شعره وفكره. هذه التجربة تجعلنا نثق بأن معاليه يشعر بما يشعر به المبدعون من أشقاء رحم إبداعه الثقافي، من تشكيليين ومصورين فوتوغرافيين وخطاطين ورسامي كريكاتير، أقر لهم بتأسيس جمعياتهم من وزارة الثقافة، قناعة من الوزارة بأنه حق رغم تأخر تحقيقه، سعد بها المنتسبون إليها، وفرح عشاقها، كل في تخصصه، بحصولهم على عضويتها، توثيقاً واعترافاً بهم شركاء في بناء حضارة الوطن، وخدمة المجتمع، والمنافسة في مجالات سبقنا بها الكثير، فنافسهم أبناء الوطن بما قدم لهم من دعم، ووضعوا للوطن وللفن السعودي على مختلف فروعه مكاناً ومكانة يتردد صداها في المحافل الدولية. واليوم يا معالي الوزير حديثي عن الجمعيات الخمس عامة، وجمعية التشكيليين على وجه الخصوص، التي تمر بواقع مرير من جانب الدعم والميزانية، مُنحت إعانة مقطوعة في بداية تأسيسها قبل ثلاث سنوات، صُرفت لتجهيز المقر وإيجاره وما يتبع من تغطية مصاريف اجتماعات مجلس الإدارة ومطبوعاتها الرسمية، وبعض من الأنشطة، لم تتلقَّ بعدها أياً من الدعم؛ فأصبحت اليوم في ضيق وعجز لا تستطيع بهما القيام ببرامج أو نشاط أو حتى رؤية واضحة للمستقبل. نعلم يا معالي الوزير أن الجمعيات الخمس، ومنها جمعية التشكيليين، جمعيات غير ربحية مستقلة مالياً وإدارياً، تندرج ضمن جمعيات النفع العام أو جمعيات المجتمع المدني، إلا أننا لا نستغني عن وقفة من معاليكم؛ فالجمعية تشكلت بإشراف مباشر من الوزارة، تُوِّج بقرار من معالي الوزير، وتشرف التشكيليين بحمل بطاقات عضوية تتزين بالشعار الرسمي لوزارة تُعَدّ أهم واجهة ثقافية وإعلامية للوطن؛ ما يجعلنا نطمع في أن تنظر الوزارة في جانب دعمها مالياً؛ فالحاجة في بداية التأسيس توجب مثل هذا الموقف؛ لتقف الجمعية على قدميها، ولتكون واقعاً حياً نشطاً بفعاليات تلفت نظر المجتمع وتجذب الفنانين للانتساب إليها، وتضع القطاع الخاص أمام الأمر الواقع لعدم تفاعله مع (استجداء) دفعتها إليه الظروف طلباً لرعاية نشاط أو فعالية أو تحقيق لأهداف الجمعية التي ينتظرها أجيال الفن التشكيلي بأعدادهم الكبيرة. نعم يا معالي الوزير، مطالبتنا الدعم من وزارة الثقافة (شرفاً) وعوضاً عن ذلك (الاستجداء) وحفظاً لماء وجه جمعية تضم رواداً حفروا بأظافرهم طريق هذا الفن، وأجيالاً شابة تتلمس طريق مستقبل إبداعها.