لا أحد يجهل الجهود المتنامية التي تبذلها وزارة التربية والتعليم على كافة الأصعدة والسعي الحثيث للسير قدماً خلف راية التحضر والتحديث المستمر الذي يواكب شريعة بلادنا وقيمنا، وقد قامت الوزارة مؤخراً بنقل مهمة نقل الطالبات لمدارسهن إلى متعهدين وشركات بغية رفع كفاءة النقل ومعالجة بعض القصور، وهذا التصرف يدخل في إطار الجهود الرائدة التي ينشدها الجميع، ولكن الخلل يكمن في نوع وموديل بعض الحافلات؛ حيث إن بعض المتعهدين لنقل الطالبات أحضروا بعض الحافلات القديمة من أوروبا. ومن يشاهد بعضها أو يقيم أدائها لمهماتها يجد أنها فعلاً لا تصلح للخدمة المعدة لها، أو أنها قادرة للقيام بالمهام الموكلة إليها؛ وحتى نقيم هذا الاتهام بأدلة جلية علينا أن نشاهد بعض هذه الحافلات العاجزة عن أداء مهامها ونتعرف على موديلاتها، ثم علينا أن نحصي بشكل جدي وعملي وقفات هذه الحافلات على شوارع المدن والمحافظات بسبب عطلها وأمراضها المتكررة التي تدفع سائقي هذه الحافلات بالتبرع مشكورين بجولاتهم من أجل تواصل الطالبات مع اولياء أمورهن للحضور للموقع الذي اضربت فيه الحافلة عن أداء مهمتها لكي يتم نقلهن للمدرسة أو لمنازلهن، ولا نستطيع أن نعد ونحصي إجازات الحافلات بسبب أعطالها المتكررة، أو تغير السائقين، والمشكلة إذا بقيت الطالبات ينتظرن حضور الحافلات ثم أدركن بعد مضي وقت طويل بأنها لن تحضر بسبب قناعتهن بتكرار أعطالها وقررن الذهاب للمدرسة بواسطة من حولهن من أولياء أمورهن: فهل يجدن عذراً مقبولاً على تأخرهن عن المدرسة أم يتحملن عطل مثل هذه الحافلات؟ لذلك نرجو تكثيف المراقبة والمتابعة لرصد مثل هذه الحوادث إلى جانب تطبيق الجزاء والغرامة على العقود، كما أنه من المحتمل أن العقود المبرمة مع المتعهدين لم تشمل تحديد موديلات حديثة ولا تحديد حسومات كبيرة في حالة تغيب الحافلة عن القيام بهمتها الاعتيادية، أو عدم إسعاف الحافلة المتعثرة بحافلة أخرى على وجه السرعة. أرجو وغيري من المواطنين: رصد مثل هذه المواقف ومعالجتها على وجه السرعة؛ لأنها لا تتفق مع مكانة الوزارة ولا مع رسالتها في بناء الأجيال التي تقف على رأسها مراعاة الجانب الإنساني وتوفير أرقى الأنظمة لتسير دفة الحياة: فكيف بتسيير حافلات حديثة. صالح بن عبدالله العثيم خبير اجتماعي- بريدة