أحيانا.. تؤسرك المواقف الجميلة ذات البعد الأخلاقي والإنساني.. على رصد وأرشفة أجمل مواقف النبل والأخلاق.. التي يسمح لك موقعك أن تصغي لها.. من رجال مارسوا الحياة الجميلة.. وحرشت أكفهم لسعات الوقت.. ودوران الشمس.. على مر السنين بكل مواقفها وتعدد مراكبها.. حتى أكهلت قواهم ومنابتهم (حب وطن) هنا.. تأتي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وهي الجامعة ذات بعد الأخلاقي والإسلامي والإنساني الكبير.. لتسير وفق منظومة متميزة فتحلق في أجواء صافية وتبحر في سماء المجد.. لتصل إلى أدغال أفريقيا وأوروبا وأمريكا.. حتى وصلت عمق اليابان.. التي تحتضن معهدها الإسلامي.. لتبحث عن الوجود العلمي المتطور بأسمى المعاني الأخلاقية.. فتبعث رسالة الوطن الإسلامي بمعناه الجميل والأخلاقي.. هي ذاتها جامعة الإمام.. التي تحتضن الكراسي العلمية ذات القولبة المرجوة منها.. وتحاول إيجاد البحوث العلمية التي تفيد الدارسين فيها وتفيد الوطن الكبير في منشأ العلم الذي يطور وينمّي الفكر العميق.. الرؤية البعيدة أتاحت لجامعة الإمام أكثر من مرة استقطاب عناوين وبحوث علمية لأناس أعطاهم الوطن الكثير وأعطوه من حياتهم الجميلة جلها.. وعندما توجت جامعة الإمام هذه الأيام باحتضان شخصية اتفق عليها الوطن حين رحيله.. بكل أطيافه أنه رجل دولة.. وهو يحمل حب وتقدير مؤسسي هذا الوطن الكبير.. بتاريخ قرب من القرن وهو يدلف بنسماته وهواجسه أبعد أن يكون.. لهذا الحب الكبير.. الثمن هنا ليس ماديا.. ولكنه ثمن ذهني كبير حينما تتاح لجامعة الإمام أن تبحر بعلمائها في الدراسات الإنسانية مع صحبة رجل كانت حياته كلها إنسانية مهما اعترى سيرته من مواقف ومتاعب كبيرة عبر قرن من الزمان.. جاء معالي الشيخ عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري نائب رئيس الحرس الوطني (مدعوا) من مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وفي معيته الأستاذ الخلوق حمد.. من قبل مديرها معالي الشيخ الدكتور/سليمان بن عبدالله أبا الخيل ليدلف عبارت الإعجاب والتمكين بهذه الجامعة العريقة ليقول عبر التاريخ الذي أرشفته الجامعة إن جامعة الإمام لها خصوصية عند والدي رحمه الله وأسرتي.. وهي منبع العلماء الأفاضل.. ذات صبغة دينية ووطنية يشهد لأبنائها منذ نشأتها وطنيتهم ودينهم المتزن والنظرة القيمة حتى أصبحوا قادة في هذه البلاد في كل مناحي الحياة.. واستطرد معالي الشيخ التويجري حديثه أمام جمع من المسؤولين إن الجامعة يكفيها فخرا أنها قامت على خريجي المعاهد العلمية المنتشرة في أنحاء المملكة وتلك المعاهد تواجدت بشكل مباشر لتخدم أبناء المدن والقرى وتثقف جيلا متميزا في العلم الشرعي والاجتماعي.. هنا.. لم يقف الشيخ التويجري عند هذا الحد فيعترف أمام تلك النخبة من مسؤولي الجامعة ليقول لهم إنه تشرف إن يكون بينهم حاضرا بين تلك النخبة من أساتذتي وعلمائنا الأفاضل.. هذا النمط من التواضع والخطاب الجميل يسجل لابن من أبناء الوطن البررة بدينه ومليكه ووطنه.. ثم ذكر معالي الشيخ عبدالمحسن مطالبة أبيه رحمه الله وجمع من أهالي المجمعة آنذاك بإنشاء معهد المجمعة العلمي الحالي وقد وفقوا بحمد الله إلى تأسيسيه فكان والده حريصا أشد الحرص على وجود معهد المجمعة العلمي.. تلك السيرة لوالده الشيخ عبدالعزيز التويجري جعلت من الشيخ عبدالمحسن وإخوانه البررة إن يخلدوا الذاكرة تجاه أبيهم بإنشاء كرسي خيري يحمل اسم والدهم للعلوم الإنسانية فاختيرت جامعة الإمام على اعتبار خصوصيتها للوالد الشيخ عبدالعزيز وما يراه فيها رحمه الله من رؤية اعتبارية لها ولخريجيها.. وما يقدمه الشيخ أبا الخيل ورفاقه المسؤولين من عمل جاد ومثابرة في تسيير الجامعة نحو مستقبل زاهر ووطنية متميزة.. تلك المناسبة لم تترك للشيخ (أبا الخيل) إلا أن يذكر محاسن الأديب الفذ أبو عبدالمحسن رحمه الله وتجعل منه رجلا وطنيا أخلاقيا نبعت منه الفضيلة ومحاسن الرجال.. وتذكر أبا الخيل رجولة ومواقف الشيخ وهو يثمن لأبنائه معالي الشيخ عبدالمحسن والأستاذ عبدالله والأستاذ محمد ومعالي الأستاذ خالد والأستاذ حمد والأستاذ عبدالسلام برهم بأبيهم والسير حذو أفعال أبيهم الصالحة والمباركة لوطنهم وقادته الأفاضل.. الدكتور فهد العسكر مشرف الكراسي العلمية بالجامعة لم يخف سر أبيهم الشيخ رحمه الله فجث القلب وأنطق اللسان بكل أريحية وهو يذكر فيها مآثر الشيخ عبدالعزيز.. لكنه اختصر اللفظ وأوجز الإعجاب خوفا على الوقت المحدد.. لقد منحت جامعة الإمام كعادتها الفرصة لطلابها وطالباتها وسلكها التعليمي فرصة ذهبية باستحداث كرسي الشيخ عبدالعزيز التويجري للعلوم الإنسانية.. كيف لا يكون وهو رحمه الله الإنسان الكبير..