توجّه نايف وعُمره حينها (18) للرياض قبل عدة أعوام ليعمل عسكرياً، وفي بدايات طموحه تعرّض لحريق في غرفة نومه بإحدى الشقق السكنية ، حيث كانت بجانب فراشه « دفاية « اشتعلت النار بجسده وبكل ما حوله ، من يرى نايف الآن لا يكاد يصدق ما يرى .. ؟ إذ شوّهت النار جسده وأخفت معالمه وغيّرت فيه الكثير، بل وطمست الكثير، ورغم كل ذلك ظلّ صابراً مُتصبّراً مُحتسباً الأجر ومتطلعاً بآمال كبيرة بأن يُسخّر الله اليد الحانية الخيّرة التي تعيده لممارسة حياته من جديد .. (الجزيرة) توجّهت إلى حيث يوجد نايف ، وتحديداً في مستشفى سميراء العام جنوب شرق حائل ، حيث التقينا مدير المستشفى فلاح البدراني ، الذي قال : إن نايف موجود هنا منذ خمس سنوات يتلقى العناية التمريضية والطبية اللازمة ، حيث يعاني من حالة (حرق) ناري يُغطي 70 % من جسمه ، شاملاً الوجه والرقبة والأطراف والصدر والظهر ولديه تقعر وتشوّه بجفنيه والشفتين، وسبق تنويمه بمستشفى الحرس الوطني بالرياض ، وأضاف : إن ذويه كانوا يقومون بزيارته ويصطحبونه لخارج المستشفى كنقاهة له لمدة لا تتجاوز اليومين في الأسبوع ، ومؤخراً عزفوا عنه بعض الشيء، مما أصابه بشيء من التعب النفسي ، ونحن هنا و(الحديث له) نتعاطف كثيراً مع نايف ، الذي أحببناه وأحبنا وتعلّق بنا وبالأطباء والدكتور أحمد خصوصاً، قائلاً إنه قد سبق وأن أرسلنا تقريراً بحالته ومُنتظرون استكمال بقية الإجراءات. وأثناء زيارة (الجزيرة) لنايف والاطمئنان عليه ، وأخذ الصور له لعل ذلك يُحرّك المشاعر الإنسانية فينا، لاحظنا أنه كان يسمع جيداً ويتحدث معنا بطلاقة ولكنه لا يرى ما حوله.. يُذكر أن حالة نايف تستدعي التدخُّل والتكفُّل بعلاجه في أحد مستشفيات الدول الأوروبية ذات الإمكانيات المُتخصّصة في التجميل وزراعة الجلد والشعر والأطراف، هذا عدا ضرورة أن تتدخل عاجلاً وزارة الشئون الاجتماعية وإيوائه في أحد مراكزها الاجتماعية.