شهد عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تطورات إصلاحية متلاحقة في مختلف القطاعات التنموية، كما شهد هذا العهد الزاهر دعماً وتعزيزاً للحوار الوطني وحوار الحضارات، فجني المواطن ثمار ذلك خلال السنوات القليلة الماضية. لم يستثن خادم الحرمين الشريفين قمة الهرم الإداري من تلك الخطوات التطويرية، حيث أصدر - حفظه الله - توجيهه الكريم بدمج الديوان الملكي مع ديوان رئاسة مجلس الوزراء في جهاز واحد، فطالما أن خادم الحرمين الشريفين هو رئيس مجلس الوزراء، لذا كان من الطبيعي أن يتم دمج هذين الجهازين في جهاز واحد بمسمى الديوان الملكي خاصة أن ذلك سيوفر الكثير من الجهد والوقت في إنجاز المعاملات التي تمس مصالح المواطنين والقطاعات الحكومية وإستراتيجيات الدولة عموماً. لقد أتى هذا الأمر السامي والذي وجه به خادم الحرمين الشريفين بناء على ما اقترحه كل من سمو ولي العهد وسمو النائب الثاني، مما يؤكد حرص كافة ولاة الأمر على إعادة هيكلة الإدارات الحكومية يما يخدم المواطن أولا. يعلم الجميع مدى التطوير الإداري والتقني وانضباطية العمل في الديوان الملكي خلال السنوات الأخيرة، مثل تطبيق نظام البصمة في حضور وانصراف الموظفين والمتابعة الإلكترونية للمعاملات، وكذلك إفادة المواطنين عن إجراءات معاملاتهم من خلال رسائل نصية هاتفية، وما من شك أن كل مواطن راجع الديوان الملكي يشهد بحسن التعامل والشفافية وسرعة الإجراء مما جعل الديوان الملكي قدوة في ميكنة وجودة العمل الإداري، كما أن تلك الإنجازات الكبيرة التي تمت داخل أروقة الديوان الملكي تجعل المواطن يستبشر خيراً بتوحيد الجهازين في جهاز واحد، ومما لا شك فيه أن تلك النقلة التطويرية التي طالت قمة الهرم الإداري في الدولة إنما تلقي مسؤولية مضاعفة على الوزراء وكبار المسؤولين التنفيذيين في الدولة بأن عليهم أن يعملوا على تطوير قطاعاتهم لخدمة المواطن وفق توجيهات ولاة الأمر. إن اختيار معالي الأستاذ خالد بن عبدالعزيز التويجري ليتولى رئاسة الديوان الملكي الجديد لم يكن مستغرباً على الجميع نظراً للخطوات التطويرية التي ذكرنا بعضاً منها في هذا المقال، ولما يتمتع به معاليه من خلق رفيع وتواضع جم، وإخلاص لله ثم للوطن ولولاة الأمر، هذا بالإضافة إلى قدراته القيادية الإدارية الرفيعة والتي جعلته يحظى بثقة خادم الحرمين الشريفين وولاة الأمر لسنوات طويلة، كما جعلته قريباً ومؤثراً في كل القرارات الملكية التي أسعدت المواطن وحققت التنمية والرخاء لأبناء الوطن. إن هذا التميز لمعالي الأستاذ خالد بن عبدالعزيز التويجري لم يأت من فراغ، وإنما جاء امتدادا للتميز الذي كان عليه والده الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري - عليه رحمة الله -، فقد كان الشيخ عبدالعزيز متميزاً بقدراته وعطائه لهذا الوطن على امتداد عدة عقود من الزمان، كما كان - رحمه الله - متميزاً بولائه وإخلاصه لولاة أمره في كل ما يحقق رضا الله ومصلحة المواطن. ختاماً، لا بد من التأكيد على أن الأداء المهني العالي والتواضع الجم والأخلاق الرفيعة التي يشهد بها كل من قابله، إنما يترجم عملياً رؤية الملك عبدالله في شعار المواطن أولاً.