يرصد التقرير الحالي أداء صناديق الاستثمار العاملة في سوق الأسهم السعودية من حيث الأداء وقيمة الأصول بالإضافة إلى بعض التفاصيل الأخرى ذات الأهمية. حيث بلغ عدد صناديق الاستثمار العاملة في الأسهم المحلية 61 صندوقا منها 36 صندوق شرعي و25 صندوق تقليدي وتديرها 28 مؤسسة مالية. أداء الصناديق خلال النصف الأول من عام 2011 حقق 34 صندوقا عوائد إيجابية خلال النصف الأول من العام الحالي فيما سجلت أسعار الوحدات ل 27 صندوقا أداء سلبيا خلال نفس الفترة، وقد تميزت الصناديق التي تستثمر في قطاعات الإنشاء والإسمنت وكذلك الطروحات الأولية والبتروكيماويات بتحقيق عوائد إيجابية جيدة، وقد تصدر صندوق أسهم شركات الإنشاء والإسمنت الذي تديره اتش اس بي سي السعودية أفضل الصناديق أداء محققا عوائد بلغت 23% يليه صندوق بخيت للإصدرات الأولية وكذلك «فالكم» للطروحات الأولية بأداء إيجابي بلغ 11.3% و10.8% على التوالي يليها صندوق أسهم البتروكيماويات والأسمنت التابع للراجحي المالية بعوائد بلغت 9.4% وسجل صندوق الرياض للشركات المتوسطة والصغيرة التابع للرياض المالية عوائد بلغت 9.06%، ومما لا حظناه أن الصناديق ذات حجم الأصول الأقل تحقق دائما أداء أفضل من الصناديق ذات الأصول الأكبر المشابهه لها من حيث الفئة والأصول. المؤسسات المالية التابعة للبنوك تسيطر على النصيب الأكبر من قيمة الأصول بلغت قيمة أصول الصناديق العاملة في سوق الأسهم السعودية 17.7 مليار ريال كما في نهاية النصف الأول من عام 2011، وبالنظر إلى تفاصيل الأصول حسب الفئة الفرعية فقد بلغت أصول الصناديق الشرعية 12 مليار ريال أما الصناديق التقليدية فقد بلغ مجموع أصولها 5.7 مليار ريال.وقد استحوذت المؤسسات المالية التابعة للبنوك المحلية على 94% من حجم أصول الصناديق المدارة في الأسهم السعودية يتصدرها الرياض المالية واتش اس بي سي وسامبا كابيتال والأهلي المالية بنسب 27.2% و22.9% و15.5% و10.5% على التوالي أي بحوالي 76.1% من إجمالي أصول الصناديق العاملة في الأسهم المحلية. أما بالنسبة للمؤسسات المالية الأخرى فقد جاء بيت الاستثمار العالمي «جلوبل» في المرتبة الأولى من من حيث قيمة الأصول وبحصة سوقية بلغت 2.4% من إجمالي قيمة الأصول ومتفوقة في الوقت نفسه على بعض المؤسسات المالية التابعة للبنوك. أما بالنسبة لحجم الأصول للصناديق نفسها فقد تصدر صندوق أمانة التابع ل» اتش ا سبي سي» أكبر الصناديق من حيث الأصول بحوالي 2.9 مليار ريال يليه صندوق الرياض لأسهم 3 التابع للرياض المالية بأصول بلغت 2.5 مليار ريال وحل صندوق الرائد التابع لسامبا كابيتال بالمرتبة الثالثة بأصول بلغت 2.08 مليار ريال، وجميع الصناديق العشرة الاولى من حيث الأصول تم تاسيسها قبل انهيار فبراير 2006 وجميعها لمؤسسات مالية تابعة للبنوك باستثناء صندوق جلوبل للأسهم السعودية الذي حل في المرتبة التاسعة بأصول بلغت 413 مليون ريال والذي تم تأسيسه في بداية عام 2009. والجدير بالذكر أن ثلاثة صناديق تديرها الرياض المالية حلت من ضمن العشر صناديق الأولى من حيث حجم الأصول. مقارنة أداء الصناديق بالمؤشر العام ومؤشرات القطاعات يعتبر مؤشر سوق الأسهم السعودية تداول هو المؤشر الإرشادي لأداء كثير من الصناديق وبالرغم من أن بعض الصناديق تتجه لوضع مؤشرات إرشادية خاصة بها وبعض الصناديق الشرعية تتجه لوضع مؤشر أس أند بي للأسهم السعودية مؤشرا إرشاديا لأدائها ولكن يبقى المؤشر العام تداول هو المقياس العام لجميع الصناديق. حيث سجل مؤشر الأسهم السعودية انخفاضا طفيفا جدا خلال النصف الأول من عام 2011 بنسبة 0.68% وبناء على ذلك فقد تفوق 35 صندوق على أداء المؤشر العام وبتباين كبير بين عوائد هذه الصناديق، فيما سجلت وحدات 26 صندوق أداء يقل عن اداء المؤشر، وكما أوضحنا في البداية في أن الصناديق التي تتركز على قطاع الأسمنت والإنشاء والبتروكيماويات هي المتصدرة وبالنظر إلى أداء مؤشر قطاع الأسمنت والبتروكيماويات والإنشاء فقد سجلت هذه القطاعات أداء إيجابيا وبنسب 25.56% و5.34% و1.52% على التوالي. الصناديق الجديدة توضح ضعف إقبال المستثمرين عليها وقد لاحظنا في تفاصيل صناديق الاستثمار في الأسهم المحلية وخصوصا التي تم إنشاؤها خلال عامي 2010 و2011 أن مدير الصندوق يستثمر في الصندوق الذي يديره بنسب تفاوتت ما بين ما بين 5% إلى حوالي 100% من إجمالي حجم الصندوق وهذا مؤشر في الدرجة الأولى على ضعف إقبال المستثمرين على الدخول في الصناديق، ولكنه في الوقت نفسه مؤشر جيد لثقة المؤسسات المالية في صناديقها. nasser.alkhalaf@ hotmail.com