((لا يشنق سارقو الخيول لسرقتهم الخيول، ولكن لكي لا تعود الخيول فتُسرق)) -حكمة إنجليزية- لسنوات عدة كان من المزعج ظهور شخصيات عدة من كافة التخصصات العلمية وغير العلمية للحديث عن قضايا المجتمع عبر الفضائيات، جمهور المتلقيّن هم الضحايا لتلقّي المعرفة ممن هم غير مؤهلين لتغيير الرأي العام. ولأن الجمهور مختلف التوجهات ومستويات الثقافة لذلك فالضحايا هم من الفئات التي تقبل المعلومة دون عرضها على العقل والذين من السهل تغيير آرائهم. المنبر يفترض أن يكون لأولئك الذين يمتلكون الفكر عبر تراكم معرفي من العلم والثقافة، والذين يدركون حجم مسئولية أن تتحدث عبر الفضاء إلى جمهور لا تعرفه. اليوم صار الجمهور مساهماً في عملية الإرسال ولم يعد مستقبلاً فقط، هذا الجمهور منحته الفرصة شبكة الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعي ك»الفيسبوك، التويتر» للتعبير الحر عن وجهة نظرهم تجاه ما تقدمه الفضائيات من مواد إعلامية خاصة المقابلات التلفزيونية المباشرة. اليوم سيفكر كل راغب في الشهرة والأضواء أكثر من مرة قبل أن يظهر على شاشات التلفزة ليقول رأياً خاصاً غير مدروس لأنه في دقائق سوف يصل إلى المئات والآلاف عبر رابط ليشاهدوه في موقع «اليوتيوب» أو رابط عبر أجهزة «البلاك بيري» ومن ثم سوف ينشئ مجموعة من الناس حملة عبر الفيسبوك لاستنكار ما يرونه خطأ فادحاً. والمفارقة هنا أن الصحافة الورقية دون أن تشعر أصبحت تستند على مواقع الإنترنت من خلال مواقع الإعلام الاجتماعي فيبدأ الكتّاب في مقالاتهم وعبر زواياهم في الصحف والمجلات بالتعليق وتحليل المشهد الذي ظهر عبر الفضائيات لمدة دقائق. وخلال أيام تزداد الحملة الشعبية تجاه شخص ظهر لمدة دقائق وعبّر عن رأيه. الحال اليوم لم يعد كما قال «أمين الريحاني» «قل كلمتك وامش». نحن اليوم في زمن لا تقل كلمتك حتى تعرف تماماً أين تقف لأنك لن تمضي أبداً دون محكمة شعبية لا ترحم!!