«الأول: هل نحن وحدنا؟! سؤال مهم دائم نطرحه؟! هل هناك مخلوقات فضائية؟! الثاني: لا لا.. لا أعتقد أصلاً.. الله يقول ما فيه عيش إلا على الأرض!! الثالث: وش دراك أنت بس؟! لا تفتي! الرابع: يمكن فيه عالم غيرنا؟! الأول: هل رحت الفضاء مثلاً عشان تملك الإجابة؟!».. هذا أحدث مقطع حواري لمجموعة من شبابنا «صغار السن» تم رفعه عبر «اليوتيوب» خلال اليومين الماضيين!! النقطة الأهم ليست في الحوار ومفرداته وموضوعه «الكبير» على سِنّ المتحاورين الصغار بل في مقر عقد هذا الاجتماع، الذي لم يكن سوى «صندوق» سيارة غمارتين متوقفة أمام منزل في وقت متأخر من الليل!! مما يعني أن الشباب كانوا «سهرانين» في «حوض ونيت» بدليل سكون الأجواء من حولهم، يتجاذبون أطراف الحديث حول «مسألة علمية جدلية»!! كان بالإمكان تهذيب بعض العبارات داخل النقاش لو كان هذا الاجتماع في قاعة «مركز صيفي أو مهرجان شبابي» مخطط له لينتج «جيلاً مفكراً» يمكن أن يصعد بهموم أمته ووطنه ليجد لها الحلول الصادقة!! ولكن ماذا عن البدائل والخطط المتاحة أمام هؤلاء الشباب عوضاً عن «حوض الونيت» في الصيف!! لا شيء يذكر؛ المراكز الصيفية المدرسية تقوم بدور محدود؛ ما جعل الأُسَر لا تتحمس كثيراً لانخراط أبنائها فيها، والمراكز المتقدمة والمتخصصة تكاد تكون محصورة في المناطق الراقية، ولن يستطيع من يعيش في أماكن شعبية الوصول لها باستمرار والانضباط في برامجها!! أضف إلى ذلك عدم وجود خطط أصلاً لدى الشاب وأسرته لاستثمار الإجازة والاستفادة منها!! الهم الأكبر «خله يريحنا من قومة الصبح شوي» حتى تحولت الإجازة لدينا لأكل ومرعى وقلة صنعة بعكس بعض الثقافات من حولنا تجد أن الشباب في الإجازة يعمل لرسم صورة لمستقبله إما بالانخراط في الوظائف الصيفية لزيادة دخل الأسرة أو يتدرب لاكتساب مهارات تساعد في تحقيق حلمه أو قيامه بصقل مواهب لم يتمكن منها وقت الدراسة!! المشهد الأجمل هو قصة لصديق مصري يعمل مهندساً في إحدى الشركات الوطنية الكبرى. يقول إن والدي هو من رسم حلمي ووضعني على الطريق الصحيح لتحقيقه؛ فمنذ الصغر ينادونني «باش مهندس»، تعال «يا باش مهندس» وروح «يا باش مهندس»، حتى أنني صدقت الحلم وأصبحت ألبس في الصيف لبس مهندس لأرافق عمي في عمله وشوي شوي تحقق الحلم. ماذا عسانا أن ننادي أبناءنا في الصيف الذي تكثر فيه الحرارة لتسبب «بلادة فَهْم» لدى البعض فيُقال له تعال «يا أهبل وروح يا أهبل»، فماذا رسمنا له ليحلم به ويخطط له صيفاً؛ ليحققه على مقاعد الدراسة..!! يُقال إن جامعة بيل الأمريكية وجدت أن 3 % من طلاب السنة الأخيرة لديهم أهداف قد كتبوها، ورسموا خططًا لإنجاحها، وبعد عشرين سنة توبع أولئك الطلاب ال 3 % للنظر في وضعهم المالي والاجتماعي، فوجد أنهم يحصلون ماليًّا على ما يعادل دخل ال(97 %) من زملائهم الآخرين!! لنرسم ونقترح أهدافاً مستقبلية.. نتمناها لصغارنا.. ولو بالتفاؤل بمناداتهم «يا دكتور أو يا باش مهندس»؛ لنصنع ونصقل شخصية علماء الصيف!! وعلى دروب الخير نلتقي.