وروحي من بين الجوانح تزهق ففقدك أذوى في الحياة شبابها وكنت لها زهوا به يترقرق رفعنا بك الأعناق في كل بلدة فقد عشت رمزاً بالمناظر ينطق وكنت لنا العنوان في كل مسلك معالمه رأي وخلق وموثق إن الذكرى تبقى حية في النفوس والمحبة تبقى شعلة في القلوب، فمثل هذه الذكرى هي ما يزيد ألم الفراق ولوعة الفقد ولولا إيماننا بقضاء الله وقدره لصعب علينا المصاب ولكنها مشيئة الله تعالى التي نؤمن بها، فعزاؤنا في مصابنا الجلل عندما يكون الفقيد شخصاً تلاقت فيه كثير من الصفات التي ترفع أقدار الرجال من النبل والرقي والوفاء وتدفق من بين يديه خيراً كثيراً لكل محتاج ومديد العون للأيتام والأرامل والمرضى. أبو عبدالعزيز.. ستبقى حيا في ذاكرة محبيك الذين أحطتهم بدفء مشاعرك التي لا تفتأ تتجدد يوماً بعد يوم، هذا هو قدر العظماء فهم خالدون بالذاكرة وهذا هو ديدن الأوفياء فهم لا ينسون. أبو عبدالعزيز.. فراقك أبكى الأعين، وفضلك أنطق الألسن، وحبك حرك القلوب لترثيك فما كان أحد يعرفك إلا وفي جنبات حياته شيئاً رائعاً يذكره بك، فقد كنت كوكباً بارزاً يفيض بالعطاء وصدق المتنبي حين قال: ما كنت أحسب قبل دفنك في الثرى أن الكواكب في التراب تغور رحمك الله يا عادل رحمة واسعة، واسكنك في أعلى الجنان. يوسف محمد القاضي وإخوانه