معاملة الناس موهبة لدى البعض من الناس يكسبون بها القلوب. ولكنها في الحقيقة تحتاج إلى دراسة وتعلم لأن العلم بالتعلم والحلم بالتحلم فمن الممكن وضع قواعد يمكن تعلمها والاستفادة منها والتدرب عليها وممارستها ليحظى صاحبها بالمحبة والاحترام وهي خطوة من خطوات السير على دروب الائتلاف.. فإليك هذه القواعد: 1- القاعدة الأولى: (لكي تجني العسل لا تحطم الخلية). والمعنى عدم توجيه اللوم إلى الناس لأنه لا يجدي. فأغلب الناس أهل عواطف ومشاعر ونفوس حافلة بالأهواء مليئة بالكبرياء والغرور. فاللوم شرارة خطيرة قد تضرم نار الكبرياء عنده فتكون قد وضعت ذلك الإنسان في موقف الدفاع عن نفسه فيقوم بتبرير موقفه والذود عن كبريائه وعزة نفسه. 2- القاعدة الثانية: (ذكر حسنات وصفات الإنسان) فأعمق دافع يدفع الإنسان إلى العمل هو الرغبة في أن يكون شيئاً مذكوراً فحاول أن تعدد الصفات الطيبة والتي تجدها في كل إنسان تلقاه وامنحه تقديرك المخلص دون تملق حتى لا تذكر كلماتك بعد سنوات طويلة قد نسيتها أنت. 3- القاعدة الثالثة: (تكلم عما يحب الناس) فالناس دائماً يحبون الثناء عليهم والذكر بما يحبون لأن الذي يستطيع أن يضع نفسه موضع الآخرين ويفهم عقلياتهم يضع حجر الزاوية في نجاحه بالتعامل معهم. 4- القاعدة الرابعة: (الابتسامات) ابتسامتك في وجه أخيك صدقة فهي تدخل السرور والفرح في قلبه وأنت لاتدري. فإن التعبير الذي يرتسم على وجهك أهم بكثير من الثياب الذي ترتديها. فتقاسيم الوجه وتعابيره هي تتكلم بصوت غير مسموع لكنه أعمق من اللسان والشفتين فهي الابتسامة التي فيها روح المحبة والصدق والإخلاص. 5- القاعدة الخامسة (ادع المرء بأحب الأسماء إليه) فالمرء دائماً يحب أن يدعى بأحب الأسماء إليه ويكني أيضاً فتحريك المشاعر المدفونة هي بمجرد سماع ما يحبه من الأسماء فهي إشارة قوية للتواصل والمحبة. 6- القاعدة السادسة: (عدم المباشرة بذكرة الأخطاء في الوجه) فلا تقل لأحد مباشرة وفي وجهه أنت مخطئ ولكن أذكر ذلك له بلباقه وأدب (فما بال أقوام) فإذا واجهت الإنسان مباشرة بخطأه فقد ضربت عقله وذكاءه وكبرياءه ضربة قاسية فقد تقطع حبال الود بينكم. 7- القاعدة السابعة (ابدأ بالأشياء المشتركة بينكما) عندما تريد أن تناقش أحداً ابدأه بالأشياء المشتركة بينكما والتأكيد عليها لكي تهدأ النفوس وتتقبل الذي يأتي فيه الخلاف فإن كلمة (نعم) محببة للنفوس و أحلى من كلمة (لا). 8- القاعدة الثامنة: (ابدأ بالثناء قبل النقد): فقبل أن توجه نقداً لأحد ما ابدأ بالثناء عليه وذكر جميل أفعاله وأقواله ثم انتقل إلى نقده بلطف وهدوء وتجرد من حظوظ النفس لأنك إن تدع الشخص المقابل لك يحتفظ بماء وجهه خير لك من إراقة ماء وجهه واستفزازه إلى ما يحمد عقباه. فإن إتقان فن التعامل مع الناس واحداً من أهم العوامل المؤدية إلى ائتلاف القلوب والمودة والمحبة والتعاون فقد سبقنا إلى ذلك القرآن الكريم وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم فحياته وسيرته وتعامله مع أصحابه والناس عموماً هي الأصل الأصيل والركن الركين لنا في هذه الحياة، كيف لا. وقد قالت لنا أمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهما (كان خلقه القرآن).