إن من يرصد هذه المشاعر، ويسجل التفاعل الرسمي والشعبي مع هذه المناسبة السعيدة، مناسبة نجاح العملية الجراحية التي أجراها ملك الإنسانية وخروجه وعودته إلى الغرب الشقيق، ويرى اللحمة المتجسدة بين الولاة والرعية فإنه لا يسعه إلا أن يلهج بالثناء لله وحده على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، ثم يدرك ثانيًا أن هذه المحبة والإلفة التي يشعر بها الناس تجاه ولاة أمرهم من أعظم النعم، التي بها تستقيم أحوال الدول، وتستمر قوية متماسكة مهابة، وهي مؤشر على الخيرية في الراعي والرعية، في صحيح مسلم عن عوف بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله (: «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلون عليكم وتصلون عليكم». إن هذه المشاعر هي أعظم رصيد لمنجزات ملك الإنسانية، فالتقاء المشاعر والقلوب على المحبة والتفاعل بالمشاعر من أعظم المنن التي يمتن الله بها، وهي دليل على خيرية وقوة وعزة، ولذا يذكر الله بها رسوله وخليله محمدًا ( فيقول: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيم[الأنفال: 63]، فالله هو الذي يعطي المحبة وينزعها، وهي لاشك لا تحصل إلا بعمل جليل، يعامل به المسلم ربه فيكتب الله له القبول في الأرض كما ورد في الحديث: «إن الله إذا أحب عبدًا دعا جبريل، فقال إني أحب فلانًا فأحبه، قال فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال ثم يوضع له القبول في الأرض»، ثم هي مشاعر متبادلة، فالرعية والمواطنون الأوفياء يحسون بهذه المشاعر، وخادم الحرمين الشريفين رجل أحب شعبه ! وأبناء وطنه، وها هو حينما غادر الولاياتالمتحدةالأمريكية يقول لشعبه ومواطنيه إبان الوعكة الصحية - حفظه الله -: «ما دام أنتم بخير أنا بخير»، فكانت هذه الكلمات الرائعة النابعة من القلب، المليئة بكل المشاعر تنم عن حب وتقدير خادم الحرمين الشريفين لشعبه الوفي، وقد أثرت في نفوسهم، وقدوة بالأنفس، وتمنى كل منهم أن لو كان الأمر إليه لحمل هذه الآلام وأضعافها، ويفدي ملكينا المفدى بالنفوس، ولكنه قضاء الله الذي لا راد لقضائه، ولم يقتصر الأمر على هذه المشاعر الأبوية الحانية من الملك الإنسان، بل أبلغ من ذلك يعيش أبناء شعبه في قلبه وبين جوانبه، ويوجه بالمكرمات وهو على سرير المرض، ويتألم لما قد يصيب أحدًا منهم، فالحمد لله الذي هيأ لنا هذه القيادة الراشدة، ونسأل الله عز وجل أن يتم علينا فضله، وحين منّ الله بزوال المكاره، وأسعد الله قلوبنا بتماثل المليك وشفائه، وخروجه من المستشفى، ثم ما تلا ذلك من مغادرته إلى المغرب لاستكمال العلاج والنقاهة توالت مشاعر الفرحة والابتهاج والسرور في كل جزء من وطن الحب والوئام، بل في أصقاع العالم، وتواصلت هذه المشاعر من كافة المجتمع السعودي صغارًا وكبارًا، ذكورً! ا وإناثًا. فمرحبا بك ياملك القلوب.. وألبسك الله ثياب العفو والعافية دائما وابداً.. * مدير العلاقات العامة والإعلام بأمانة منطقة عسير