جاء الدكتور ناصر الحجيلان وكيلاً للشئون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام، وأمامه كثيرٌ من الملفات لمختلف روافد الإبداع، من جمعيات وأندية أدبية، إلى آخر المنظومة، وأمامه أيضاً العديد من كرات الثلج، التي تشكلت من خلافات أزلية، أصبحت قاب قوسين من قفل أبواب التفاهم، وعودة الحال إلى سابقها، من تقارب، وتآلف، وسعي لتحقيق الهدف الواحد. وبما أننا معنيون بالفن التشكيلي، فقد سعدنا بالأسلوب الإداري الذي اتخذه الدكتور ناصر في الاستماع إلى كل الأطراف التي بينها (اختلافات) وليست (خلافات) في ما يخص جمعية التشكيليين، نتيجة ما لديهم من طموح ورغبة في عمل لا يخلو من القصور، كما في مختلف القضايا المماثلة، رغم ما يراه البعض في إبراز وتأكيد الأخيرة (الخلافات) فرصة لتحقيق رغبة ما، هذا الواقع وما تشكل به من كرة ثلج (تشكيلية)، تدحرجت وتعاظم حجمها، جمعت في طريقها ما ثقل حمله، وقل نفعه، من تصرفات، واتهامات، وتشكيك في النوايا، وتحميل الآخرين ما لا يحتملون من الظنون، ما يصعب إذابتها, في وقت قصير، بوعود وآمال، لا يمكن تحقيقها بين يوم وليلة، توقعاً أن المسؤول على كل شيء قدير. ومع ذلك فإن ما جاء ضمن تصاريح د. ناصر، ومنها مطالبته الفنانين بفتح صفحة جديدة، لتجاوز خلافات الماضي، ما يجعلنا أكثر تفاؤلاً، سعداء بوضعه (تجاوز الخلافات) شعاراً للمرحلة القادمة، وهو ما نحتاج إليه، رغم ما سيواجه من عقبات، وتعنت، ومكابرة، من أطراف تجاه أخرى، أعانه الله على صهرها، وإعادة صياغتها، ليصنع منها قاعدة انطلاق لمستقبل مكفول بالنجاح. هذا الانصهار أو إذابة الخلافات، لا يتم بسماع كل طرف على حده، طبقاً للمثل القائل (إذا أتاك أحد الخصمين وقد فُقِئَتْ عينه فلا تقض له حتى يأتيك خصمه فلعله قد فُقِئَتْ عيناه)، لهذا نأمل أن يكون إصلاح ذات البين، بتقريب فهم ما يجهله طرفاً عن الآخر، بالمواجهة المباشرة، وإن زادت درجة سخونتها، فهي كفيلة بإذابة الجليد، دعماً للشعار الذي تبناه، مع ما يكتسبه الدكتور ناصر من قرب في فهم القضايا من كل جوانبها، وتمييز من يعمل لمصلحة خاصة وبين من يعمل للمصلحة العامة، ليدفع بالجميع للتكاتف، ولم الشمل، والاستفادة من الخبرات، والقدرات، والإمكانات التي يتمتع بها الكثير بين تلك الأطراف التي جعلت من مفهوم (الاختلاف) (خلاف)، فتباعدوا، وتنافروا، الرابح فيهم خاسر، والضحية هي الفنون التشكيلية والتشكيليون، مع علم تلك لأطراف أن في تقاربهم ما يجمع الشتات، وأن في تفرقهم ما يزيد فجوة (الجفاء) اتساعاً.