الاهتمام بالمظهر واحترام الوقت أصبح من البديهيات عند المقابلة الشخصية، ولكن هناك أمورًا هامة ومحيرة تدور في ذهن المتقدم للوظيفة، على سبيل المثال هل يذكر كل الدورات التي حصل عليها؟ ما هي طبيعة الأسئلة الموجهة من قبل المسؤولين عن التوظيف، والعديد من الأمور التي تكون سبباً إما للقبول أو الرفض، وماذا يجيب عند السؤال عن سبب ترك العمل السابق مثلاً؟ عن تلك المقابلة التي تهم الكثيرين، تحدث ل(الجزيرة) الأستاذ سعد محمد الحمودي مستشار تطوير الموارد البشرية بقوله: ليس دائماً يكون من المستحب ذكر جميع البرامج التدريبية التي حصل عليها من يخضع للمقابلة خاصة تلك التي ليس لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة في مجال عمله أو الوظيفة التي يتقدم لها، ولتقريب الصورة لنفرض أن هناك مديراً لشركة مقاولات وأراد تعيين مهندس معماري وتوفر أمامه العديد من السير الذاتية للعديد من الأشخاص المرشحين، ووجد أن أحدهم حاصلاً على دورة في مهارات تربية الأبناء، فهل سيؤثر على قراره بالموافقة على هذا الشخص من عدمها؟ بالتأكيد أنه لن يؤثر على قراره لأن ذلك البرنامج ليس مؤثراً لكفاءة وقدرة وأداء الشخص في الوظيفة المتقدم لها. وحول السؤال عن الأفضل للإنسان أن يحصل على دورات مختلفة أم يركز في مجال عمله أبان الأستاذ سعد أن البرامج التدريبية التي يلتحق بها الشخص تنقسم لشقين: أولهما برامج تلامس التطور المهني في مجال التخصص، وثانياً: برامج تلامس التطور الشخصي أو الذاتي في مجالات مختلفة في الحياة، ومن وجهة نظر متخصص أعتقد أن الشخص يحتاج لكلا الشقين، ومن المؤكد أنهما سينعكسان على بعضهما بعضا بشكل أو بآخر، ولنضرب مثالاً حتى نقرب: لنفرض أن هناك طبيباً متخصصاً وأراد أن يلتحق بدورة أو برنامج محوره تقنية جديدة في جراحة المناظير، هذه الدورة تعتبر في مجال التطوير المهني وفي مجال تخصصه نفسه، وبعد زمن قرر الالتحاق في برنامج لتنمية مهارات الثقة بالنفس، وهذا البرنامج يصنف أنه في مجال التطوير الشخصي، ولكن من المؤكد أنه سينعكس على أدائه المهني وتعامله مع ذاته ومع الآخرين وربما يساهم في تقدمه المهني. السبب الحقيقي وعن ذكر السبب الحقيقي لترك العمل السابق.. هل يعد إساءة لعمله السابق؟ بين ذلك الأستاذ الحمودي بقوله: يمكن للشخص أن يذكر الأسباب التي دفعته لترك العمل السابق، ولكن بشرط ألا يكون ذكره لتلك الأسباب فيه إساءة لمنتج أو سمعة المنظمة التي كان يعمل بها أو انتقاد جارح للعاملين فيها، لأن ذلك يعد منافياً لأخلاقيات العمل، ويمكن أن يذكر أنه يبحث عن بيئة عمل أفضل أو راتب أعلى أو وضع وظيفي أنسب أو يبحث عن تحديات وآفاق جديدة، أو أنه يبحث عن العمل في منظمة ذات سمعة مميزة. أسئلة متوقعة وحول أهم الأسئلة لطالب الوظيف يقول الأستاذ سعد أن هناك العديد من الأسئلة التي توجه أثناء المقابلة الشخصية من أهمها:- حدثني عن نفسك؟ - حدثني عن الأعمال التي مارستها خلال السنوات الخمس الماضية ؟- لماذا تود مغادرة وظيفتك الحالية والانتقال إلى منظمتنا؟ - ما هي عوامل القوة التي تمتلكها وتجعلنا نصر على توظيفك؟ - ماذا تعرف عن نشاطنا؟ - ما هي أهدافك الوظيفية؟ - ما هي أبرز الأعمال أو المشاريع التي أشرفت عليها أو كنت ضمن فريق عملها؟ - إذا كان الشخص قد تنقل بين عدة أعمال ربما يتم سؤاله عن لماذا تنقلت بين عدة وظائف؟ - كيف يمكن أن تتعامل مع ضغط العمل؟ - لماذا اخترت هذا التخصص في دراستك؟- ما هي أبرز البرامج التدريبية التي التحقت بها؟- ما الراتب الذي تتوقعه؟ - متى يمكن أن تكون جاهزاً لتبدأ العمل معنا؟. مزايا وظيفية بعضهم يقول: إن البحث عن وظيفة أخرى لابد أن تكون والشخص ما زال في وظيفته لأن ذلك يجعل له مزايا عند طلب وظيفة أخرى أفاد الأستاذ / الحمودي أن الشركات المتوسطة والكبيرة لا فرق عندها إن كان على رأس العمل أو ترك من ناحية المزايا لأن سلم الرواتب محدود ومعروف الحد الأدنى والأعلى، إذاً هي ليست شرطاً رئيسياً لتقليل أو للحصول على مزايا، ولكن من المفترض إذا أراد الشخص المسئول عن أسرة ألا يترك عمله حتى يحصل على عمل آخر. الترويج للذات وحول أهم الأمور التي يجب أن تكتب في السيرة الذاتية أوضح الأستاذ/ سعد ذلك بقوله: السيرة الذاتية هي الأداة الأساسية التي يستخدمها الشخص للترويج لذاته، ولجذب انتباه صاحب العمل، ولذا من المهم العناية بها وبنائها بشكل أنيق وواف. ومن أهم النقاط التي يجب أن تدرج في السيرة الذاتية هي: - المعلومات الشخصية (الاسم، تار يخ الميلاد، الحالة الاجتماعية، العنوان، المسمى الوظيفي، أرقام الهواتف، البريد الإلكتروني، عنوان صفحة الويب الشخصية).- المؤهل الأكاديمي (اسم المؤهل، والمؤسسة التعليمية، والمكان، وتاريخ الحصول عليها). - الخبرة الوظيفية (الفترة التي بدأت فيها العمل، الوظيفة، اسم الجهة، المهام الوظيفية)، كما وتشمل الخبرة الوظيفية الوظائف التي عمل بها الشخص بشكل جزئي أو تطوعي والتدريب العملي والصيفي كذلك. - الدورات التدريبية (الفترة، اسم الدورة، الجهة المنظمة للدورة). - العضوية سواء المهنية أو التطوعية (الفترة، اسم الجهة). - المهارات مثل (اللغات التي يجيدها، البرامج الحاسوبية التي يتقنها، التخطيط، التأليف .....إلخ ). - الهوايات مثل (السباحة، التصوير الفوتوغرافي، تصميم الجرافيك،.... إلخ). - شهادات التقدير والجوائز التي حصل عليها. آراء مختلفة ولمعرفة النظرة للعديد من الأشخاص حول ما يهم في السيرة الذاتية: بسمة سهيلي - موظفة سألناها هل تعتقدين أنه يجب أن تشتمل السيرة الذاتية على كل الدورات وإن لم يكن في مجال العمل نفسه قالت: أكيد لأن السيرة الذاتية هي الفكرة العامة عن الإنسان حتى إذا لم يكن في المجال نفسه، لأن هذا يعطي فكرة أن الإنسان متنوع ويمكن أن يعمل في العديد من الأعمال، فمثلاً من يعمل في الاستقبال من الممكن أن يعمل في النادي الرياضي، وقالت من الأفضل ألا يترك الشخص عمله حتى يحصل على وظيفة أخرى ولكن لكل إنسان ظروفه، وإذا ترك لا يقلل ذلك من الفرص الوظيفية الجديدة. أريج يوسف – موظفة تقول: من الأفضل أن يكتب كل شيء عن الدورات التي حصل عليها في السيرة الذاتية حتى وإن كان في مجال مختلف عن مجال عمله حتى يدل على أنه ملم بالعديد من الأمور. آلاء الأعرج - موظفة تقول: طبعاً يكتب كل شيء في السيرة الذاتية لأن هذا مهم بالإضافة للاهتمام بالمظهر، وأن الدورات التي حصل عليها وإن لم يكن في المجال نفسه تدل على أنه شخص مثقف ويستطيع أن يوظف هذه الدورات في خدمة العملاء ويمن استخدامها في مجالات متعددة. نورة عبد الرحمن موظفة تقول: من خبرتي أن الإنسان لابد أن يركز على الدورات التي سوف تفيده في عمله عند المفاضلة في الوظائف.