تعقيباً على ما نشر في صفحة فن في العدد 114124 حول المنافسة بين الأعمال السعودية الفنية أود القول.. لاشك أن (الدراما) السعودية ليست بحاجة لإعادة التوجيه والنصح ومع زيادة التحضيرات للمسلسلات المحلية يسترعي انتباه المطلع تنوع المعروض الذي يحضر له ودخول مجموعة جديدة للساحة و أنا هنا كغيري أدعو الجميع إلى تقبل المجتمع كما هو والسعي في تعديل سلوكياته بما يتوافق وأدبيات العمل وروح النص مظنة أن يقحم المجتمع بفعل فاعل في غياهب الاختلاف وتنصيص الآراء بما لا يخدم المكون الثقافي والمجتمعي، إن من الأهمية أن تكون الدوافع وراء تقديم الأعمال ومعالجتها بطريقة ما نابعة من الفوقية الإيجابية للرائي ولا تكون من فوقية سلبية تعتمد على تحجيم المكونات الثقافية وبتر موصلاتها لتحقيق هدف أو رأي اجتهادي بغية الوصول السريع إلى ايضاح نقطة أو مسألة لا تتحمل أكثر من طريق واحد للإيضاح، وترك الحكم أخيراً للآخرين من المشاهدين وغيرهم ممن لهم علاقة و طيدة بما يطرح ويعرض لا أحد ينكر أن عددا من المسلسلات المحلية حققت نجاحاً كبيراً على المستوى المحلي والخليجي ولكن هل تحقق الهدف منها؟ بالرغم اني لا أملك التأهيل اللازم للنقد لمستوى ومقدار النجاح لكن يمكن القول بأن الكثير منها نجح في معالجة قضايا لم يوفق الآخرون في طرحها وفتح أذهان البعض على تصرفات خاطئة وبين أنها منقودة وغير مرغوب فيها وفصل في الحديث عن سلوكيات وقضايا فطن الكثير لها والسؤال الآخر هل انتهت مشكلات المجتمع القابلة للمناقشة و النقد أو انتهى العمر الافتراضي للإبداع في إيجاد صورة للتوعية لايضاح الأفكار الخاطئة والمضرة بالمجتمع لدى الممثلين والكتاب. أما أن الدراما السعودية قد وصلت إلى طريق اللاعودة أو أن المسلسلات الأكثر نجاحاً هي الأكثر تعرضاً للموضوعات غير المدونة على طاولة النقاش. أخيراً فإن القضايا والمشكلات الاجتماعية لم ولن تنتهي، ففي كل منزل قضية وفي كل شارع حكاية وفي رواق كل دائرة حكومية مشكلة تصلح أن تكون قضية تطرح وتتناول بما يخدم ولكن يبقى النجاح في نقل الحقائق والمشكلات بواقعية ومهنية حتى يحصل الهدف المنشود من الدراما والتلفزيون السعودي. محمد بن سعود الزويد - الرياض