قبل سنوات فوجئت بابني يقرأ كتاباً صغيرا جلبه من أحد بيوت الأقارب وكان لداعية فضائي شهير، كان بعنوان صور من الحياة أو قصص من الحياة هكذا... يسرد حكايات ندم وتوبة بأسلوب مباشر وبسيط تصفحت الكتاب حتى وصلت للقصة الأخيرة وكانت الفاجعة قصة تحمل سردا لا ينبغي أن يقرأها طفلاً في العاشرة وتدور القصة عن امرأة متزوجة تعرفت عبر الإنترنت على صديق وواعدها للقاء وخرجت معه ثم هرب بها إلى مكان بعيد عن العمران و... كتبت عنها في حينها مندهشة من منافسة خيال بعض الدعاة لخيال باولو كوبيلو وسعيهم الحثيث لدغدغة الشباب في الحديث التفصيلي عن الفواحش والجرائم الأخلاقية تحت مظلة الدعوة والوعظ. وثار علي كثيرون معتبرين هذا ضيقا بالدعوة إلى الله، ألم يقرأوا قصة يوسف وكيف كان سرد قصة امرأة العزيز وكيف كان التهذيب العظيم في بناء السرد واللغة السامية البليغة التي صور بها الله سبحانه في كلامه المقدس الأحداث التي دارت. بعض الوعظ الفضائي اليوم يمثل غزوا فكريا يصور النساء بالباغيات ويصور الرجال بالديوثين والمجتمع فاسد ولا شرف له. والمراكز النسائية الخاصة التي لا تحمل صفة رسمية تعلن عن وجود ستة آلاف امرأة تبتز شهريا! والإعلام ينشر ولا أحد يسأل كيف ومن أين ولماذا؟ المجتمع الذي ترفض فيه النساء قيادة السيارة خوفا من الاختلاط وتعبد الله وهن كالجواهر أو أكثر لمعانا بقليل كيف يكن في مجتمع تبتز فيه ستة آلاف امرأة شهريا نتيجة أنها تختلط مع الرجال في العالم الافتراضي (الشات والفيس بوك وتويتر.. والقائمة تطول..). إذا أردت أن تتأكد من أن هناك غزوا وعظيا مخيفا يتصدى له هواة الشهرة وبعض التائبين حديثا فأدخل على اليوتيوب وشاهد واستمع هناك ستجد نكت المحششين يرويها الوعاظ في معرض وعظهم للشباب وهناك الخيال الخصب عن جرائم أخلاقية +18 وهناك طلبات هدم مطارات تشبه النساء سدا للذرائع! أدب الحديث قيمة فضلى وسمت يلزم أن تكون نهجا لكل من يتعامل مع التربية والوعظ والخطابة فناشؤونا سيكونون حصاد ألسنتنا، اللهم هل بلغت اللهم فاشهد!