إذا لم يكن الشعر أداة للبناء إلى جانب الرقي بالذوق العام وغذاء الفكر والروح وإذكاء المتعة والابتهاج فهو مجرد إضاعة للوقت يمكن الاستعاضة عنها بما يعود على الناس بالنفع. ومن يظن بأن الشعر فقد دوره فهو لا يعلم ما للشعر من أثر بالغ في عقول متلقيه، صحيح أن أغلب ما يطرح الآن لا يعدو أن يكون حشوا لا يلبث أن يزول بمجرد الانتهاء من سماعه أو قراءته، فالشعر الذي يؤثر قليل ويجب أن يكون كذلك ككل الأشياء النادرة، والشاعر الحقيقي هو العين الدقيقة التي تنقل ما يدور حولها وترصد رصد المعني تمامًا بأحداث بيئته ومجتمعه. ولا يمكن لراصد تاريخ أمة أن يستغني عن الشعر حيث يمثل الشاهد على أحداث الأمم، وقد يكون الدليل المهم على نفي أو إثبات معلومة ما. والشعر لم تزل له تلك الأهمية والخطورة في آن معًا والشواهد على ذلك كثيرة وميسرة لمن أراد أن يتأكد من ذلك، لذا كان مهما أن يعي الشاعر أن دوره ليس مجرد ناظم يكتب ما يكتب ليقال إنه كتب أو لمجرد أن يثبت أنه لا يزال يتنفس غافلاً أن مهمته أن يمنح إلى جانب النفس العطر لمتلقيه أشعاره، إنه معه وله يحس به ويعايش ما يجري له لا مجرد معايشة المتفرج المحايد بل المشارك الحقيقي الذي يطرح رؤيته بكل صدق وشجاعة. وقفة ل ناصر القحطاني: الا يا هل البحرين لا ننقسم نصين عسى كل بيت يزيد بالحب تعميره وعسى كل بيت فيه نلقى عمر وحسين والأيام تجمعكم على الخير والخيرة