الفكر يدركه السّؤال الظّامي فيقوم من وعثائه بسلام يا سائلي في عالمٍ متهالكٍ رُميَ الضعيفُ به فمات الرّامي ها نحنُ في بلد الحضارة والعلا بلد الحفاوة والمقام السّامي سرنا فأشرقت المعالي قبلنا ونما الوفاء على مدى الأيام وغدت لنا الصحراءُ روضًا أخضرَ وزها النّوى بالنّخل ذي الأكمام يا مقبلاً نحو الحياة بهمّةٍ قد تُستباح بعالم الإبهام سِرْ سير ذي حزمٍ تقيٍّ زاهدٍ لتزيح عنك نوازع الأسقام وتظلَّ في سبل الفلاح محاورًا متوثّبًا للفهم والإفهام واحذر غواية فرقةٍ مغلوبةٍ تسعى إلى العلياء بالأوهام أمّا الكلام فسلسبيلٌ رائقٌ والفعل فهو عصارة الآثام يا قومنا في أمّةٍ مرجوّةٍ بُنيت على الإسلام خَير نظام هيّا بنا لتآلفٍ وتراحمٍ ومودّةٍ وتعاونٍ ووئام فزماننا زمن العجائب والغرا ئب وانتشار السّم في الأنسام النّاس تدنو من معارف بعضها والعلم أصبح سلعة الإعلام والعالم الرّقميّ يجعل كلّ من يلهو به رقمًا من الأرقام آلاته العمياء نبصر عبرها من ظلّ يصنع كيده بظلام ونرى بها فرحَ السّعيد وزهوَه ونرى بها قلب المصاب الدّامي ونرى بها المتوثّبين لرفعةٍ والمولعين بمركبٍ ورغام ويَرى بها الإنسانُ من لجم الهوى والهائم السّاري على الأنغام ولربّما قادت هواه لروضةٍ بُسطت أزاهرها على الألغام يا قومنا هذا زمانٌ في البِنا والهدم جاوز غاية الأحلام صرنا نقول وما لنا من مقولٍ ونسير في الدّنيا بلا أقدام يا قومنا يا أهل صدعٍ بالهدى يا أهل نبذ تفرقٍ وخصام لوْمَا سعادتُكم مدار سعادتي ما حرّكت رغباتكم أقلامي ولكنتُ في بيتي أراود فكرتي حتّى تكون كما أشاء أمامي فأصوغها في رونقٍ تزهو به أو تختفي فيصوغها إلهامي فأسوقها للنّشّر دون مولّعٍ بعذابها ومعذّبٍ بغرامي تسري بأرض الله وهي مقيمةٌ عندي وتلك عجائب الأفهام وإذا غزت قلبًا فأصبح مؤمنًا فالسُّحق للأنصاب والأزلام أستاذ الهندسة المساحيّة - جامعة الملك سعود