وصلتني رسالة على هاتفي من الزميلة سارة العتيبي صباح الأربعاء تفيد باستشهاد العقيد عبد الجليل العتيبي وموعد الصلاة عليه - رحمه الله - ومن معه. بكيت لحظتها، وأنا أتخيل الليلة السوداء التي مر بها وزملاؤه، واستعدت من جديد مقولة الشاعر البليغ خلف بن هذال: (من دون صهيون بذتنا صهاينا). فشبابنا يُرابط على الحدود حفاظاً على سلامة الوطن من المعتدي الخارجي، لكن أن تخرج لنا (الحيايا) من الداخل فهذا غدر وخيانة لا بد أن نقضي عليها من جذورها. اللافت أن الإرهابي الصايل قد تلقى توعية إرشادية وأطلق سراحه بعد إنهاء محكوميته، لكن هل خضع لمتابعة ومراقبة بعد التوعية والإرشاد؟ لا يبدو ذلك، فقد أطلق النار على دورية في بريدة وسط المملكة الشهر الماضي، ووصل إلى مركز حدود الوديعة في جنوب البلاد ليل الثلاثاء الماضي، وأطلق النار وترك المزيد من الشهداء قبل أن ينجحوا في قتله. حين شاهدت أبناء الشهداء وصورهم على شاشات التفزيون أو الصحف شعرت بغصة وأسى. الوطن يستحق منا الكثير ولسنا جميعاً في كل موقع إلا جنوداً تذود عن هذا الوطن. لكن من حق أبناء الوطن المخلصين أن نحميهم من أفاعي الداخل السامة، ولا بد أن نعيد النظر في إحسان الظن بكل من أعلن توبته عن الإرهاب. ولا بد أن نجرّم التعاون مع الإرهابيين وتقديم التسهيلات لهم كي يهربوا. وملف الإرهابي الصايل لن يخلو من وجود أسماء كثيرة تعاونت معه وأمدته بالسلاح كي يهرب إلى اليمن، كما أن التساهل مع أفكارهم والذي يتمثَّل باعتبار توبتهم قاطعة بمجرد حوار قد لا تتجاوز مدته ثلاث ساعات بعدها يخلع عليه لقب تائب ويمنح فرصة جديدة ليبث أفكاره وينفذ مخططاته من جديد. من أجل أرواح شهداء الوطن الطاهرة، لنكن جميعاً من كل مواقعنا عيناً ترصد، ويداً تضرب وتساند الجهات الأمنية في محاربة الإرهاب. ويبقى السؤال: لماذا يتعاون البعض مع الإرهابيين، هل لا يزال بيننا من يتعاطف مع الفكر الإرهابي، أين ولماذا؟.. وهنا نحتاج لإعادة نظر في تقييم خطابنا الديني والإعلامي والتربوي ومدى نجاحه في محاربة الفكر الإرهابي. أظن أننا بحاجة ماسة لفحص البرامج القبلية والبعدية التي نسعى من خلالها لمحاربة الإرهاب.