الواقع الرياضي حالياً واقع مرير ومؤلم لكل من لديه معرفة وفهم وإدراك للرياضة بمفهومها الشامل.. واقع أصبح فيه أنصاف المتعلمين والمثقفين والرياضيين هم أصحاب الصدارة والرأي والتقييم والتوجيه.. وأصبحت القنوات الرياضية مليئة بمثل هؤلاء الذين يقودون الوسط الرياضي نحو المجهول بآراء وطروحات لا تعكس مستوى فهم وثقافة الغالبية العظمى من المنتسبين للوسط الرياضي.. فأصبح هؤلاء هم أصحاب الحل والعقد والربط ورؤيتهم باتت المسيطرة على المتلقى الذي ضاع بين ما هو مفترض وما يقوله هؤلاء.. والأدهى والأمر أن تدار الأمور بمثل هذا الفكر البعيد جداً عن الواقع وعن المستوى الذي وصلت إليه الرياضة السعودية.. فلا تكاد تسمع رأياً صحيحاً أو حكيماً في كثير من الأمور.. ولا يمكن تخرج بمؤشر على أن الآراء المحيطة بالرياضة السعودية تقودها نحو المحافظة على الفكر الذي وصلت إليه أو تقدمها خطوة نحو الأمام.. فالبرامج الرياضية التي أصبحت مرتعاً خصباً لأنصاف المتعلمين تكاد تكون هي المصدر الوحيد للرأي الذي تنطلق منه الكثير من القرارات في ظل عدم وجود كفاءات أو قيادات إدارية يمكن أن تؤثر ولا تتأثر وتقدم ولا تتعلم وتوضح ولا توجه، ففي مسألة بسيطة جداً مثل قضية فهم لوائح الاتحاد الآسيوي نجد العجب العجاب في كيفية التعاطي مع اللوائح والنظم ومعرفة وإدراك النظم العامة المشرعة للاتحادات الرياضية والتنظيمات الإدارية.. فنجد من يقود الفيصلي (مثلاً للاحتجاج على قضية هي بالنسبة للاتحادات الأخرى تعد من المسلمات فيما يتعلق بالارتباط التنظيمي للاتحادات الرياضية أو الفهم العام لمهام الاتحادات الوطنية وارتباطها.. فالاتحادات الوطنية اتحادات مستقلة لا يمكن أن تقبل تطبيق أنظمة ولوائح الاتحاد القاري (مثلاً) على مسابقاتها الداخلية.. ما لم تكن هناك قرارات انضباطية دولية صادرة تجاه لاعبيه أو غيره والتي تعد ملزمة لكل من هو منضم للمنظومة الدولية.. وبصريح العبارة فإن تعودنا على تلقي التعليمات الخاصة بشؤوننا المحلية وأمورنا الداخلية التي يجب أن تكون مستقلة أصبحنا نبحث عن أي شيء يملي علينا ما نفعل.. وشخصياً لو أنني مسؤول في الاتحاد السعودي لكرة القدم وتلقيت طلباً من لجنة الانضباط بالاتحاد الآسيوي أو تم إفهامي أن اللوائح الآسيوية ستطبق على مسابقاتي المحلية فبالتأكيد أنني لن أقبل وسأرفض بشدة الرضوخ لأي جهة غير الاتحاد الدولي (فيفا) الذي أرتبط به أنا والاتحادات القارية والوطنية الأخرى.. في حين نجد بعض المسؤولين السابقين والحاليين في لجان الاتحاد الآسيوي من السعوديين من يمنحون الفرصة ويمهدون لوضع الاتحاد السعودي تحت سيطرة وسلطة الاتحاد الآسيوي عبر جهل تام بالأنظمة واللوائح وهنا أتحدث عن تصريح أحد العاملين حين فسّر إيقاف اللاعب في أول مباراة رسمية بأن المقصود أول مباراة محلية..(!!) في حين أن كل ذي فكر وفهم ومعرفة يدرك أن الاتحاد السعودي جهة مستقلة لا تتبع للاتحاد الآسيوي والمقصود بالرسمية هنا تحت إشراف الاتحاد الآسيوي أما المباريات الداخلية فهي مباراة محلية وليست رسمية.. وهنا بيت القصيد حين يتصدى للواجهة الرياضية السعودية من لا يملكون الفهم والإدراك والمعرفة.. والمؤلم حقاً أن مل هذا الأمر الواضح الجلي نجده كذلك بالنسبة للاتحادات والدول الأخرى.. فبعد دقائق من حديثي عن موقف الهلال من مشاركة رادوي في القناة الرياضية السعودية وهو نفس ما أكتب الآن خرج أحد المسؤولين السوريين وهو أحمد الجبان من يعمل أو سبق له العمل بلجنة الانضباط الآسيوية ليؤكد ما قلته حرفياً وأن الاتحادات الوطنية لها استقلاليتها وسلطتها على مسابقاتها الداخلية بعيداً عن الاتحاد الآسيوي ليكشف لنا مدى جهل من أسندت لهم الكثير من الأمور المتعلقة بالرياضة لدينا ويعملون في العديد من الأندية ولهم خبراتهم السابقة في اتحاد الكرة ولجانه. إنها فعلاً مأساة كروية أن لا يكون لدينا من يملك الخبرة والرؤية والفهم الصحيح لأمور رياضية عامة لتتاح الفرصة لمن هب ودب من أنصاف المتعلمين ليقودوا الرأي العام والوسط الرياضي بجهل تام مع سبق الإصرار والترصد..! لمسات - كان حرياً بالزميل العزيز عادل الزهراني في القناة الرياضية السعودية أن يكون على قدر من الاحترام والمسؤولية وهو يمثل قناة رسمية في التعامل مع من يتحدث معه ويحترم المسؤولين في الأندية وهو يتبادل الضحكات مع ضيفه عقب مداخلتي معه في برنامج الملعب.. وفور إغلاق الخط دون احترام ولنقل تسفيه للرأي الذي قلته والذي كشف الحالة أمام الجميع وكيف تعامل معها المذيع وضيفه إلا إذا كان ذلك يأتي ضمن الاستهداف والتحريض الذي يتعرض له الهلال منذ نهاية مباراة الفيصلي وقصة بطاقة رادوي الثانية وما تبعها من تحريض. - في مسابقة كأس الأبطال سيفقد الهلال ستة لاعبين بسبب مشاركتهم المنتخب الأولمبي.. حيث لن يشارك ثلاثة لاعبين ممن يعتمد عليهم المدرب في بعض المباريات وأعني هنا نواف العابد ومحمد القرني وشافي الدوسري. *** - مشاركة رادوي مع الهلال أمام الفيصلي وفق الأنظمة واللوائح الآسيوية كانت واضحة جداً للهلال والهلاليين لأن هناك كفاءات إدارية على مستوى عال من الفهم والمعرفة والخبرة في الهلال وعلى رأسهم الأستاذ أحمد الخميس أمين عام النادي.. ولمعرفة الفارق بين مسؤولي الهلال والآخرين تابعوا كيف تعاملت الأندية الأخرى مع اللائحة الآسيوية وكيف فهمتها بما في ذلك الاتحاديين أنفسهم.. ولا ننس هنا الأستاذ خالد البلطان الرجل المتمرس والفاهم للوائح والأنظمة.. وهنا نعرف لماذا الهلال والشباب يتفوقون إدارياً وكلنا نعرف أن الإدارة هي أساس النجاح!