تحل هذه الأيام الذكرى السادسة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه... ونحن إذ نجدد البيعة لنستذكر في الوقت نفسه أن كل ما تم في هذه السنوات الست من إنجازات مشهودة ومذكورة لا تدعونا فقط إلى تجديد البيعة بل تدعونا إلى التمسك بها بقوة وعزم. ياخادم الحرمين الشريفين: نبايعك قائداً لمسيرة هذا الوطن الغالي وقد أسست فيها لمنعطف يتجه بها إلى الأعلى لتبدأ مرحلة جديدة من عمرها قوامها الأخذ بأسباب بناء الدولة الحديثة والمتطورة في جانبيها المادي والبشري وهما ركيزتا البناء الحضاري للدولة الحديثة. لقد شهدت هذه السنوات من عمر البيعة المباركة العديد من الإنجازات الإستراتيجية والنجاحات الموفقة التي طالت كل جزء من هذا الوطن الغالي وفق رؤية طموحة قوامها التخطيط العلمي السليم والمدروس بدقة وعناية وعناية والمستفيد من منتجات التخطيط الناجح لتجارب الأمم المتقدمة. لقد بنى خادم الحرمين الشريفين رؤيته الاستراتيجية لإحداث التنمية المستدامة على أن تسير في خطين متوازيين في آن واحد خط يعمل على إحداث التنمية النوعية في المشروعات الأساسية المطلوبة لبناء الدولة الحديثة والمتمثلة في مشاريع تطوير البنية التحتية وبخاصة شبكة الطرق والسكك الحديدية وإنشاء المدن الاقتصادية الكبرى والتجمعات الصناعية الأساسية وبخاصة المستفيدة من ثروة البلاد البترولية والمتمثلة أيضاَ في إنشاء مؤسسات التعليم العالي على مثال جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي تعمل على منهجية الاقتصاد المعرفي وحاجة سوق العمل وقد شمل هذا الخط أيضاَ المشروعات الصحية والاجتماعية والثقافية والإعلامية وقد بلغ حجم التأسيس والإنجاز في هذا الخط التنموي مستويات كبيرة تتسم بالتنوع والانتشار على كامل مساحة هذا الوطن الغالي. أما الخط الثاني والذي أراد له خادم الحرمين الشريفين أن ينطلق بالتوازي مع خط المشروعات فهو خط التنمية البشرية حيث أولاها حفظه الله ورعاه اهتمامه ورعايته وأعطاها من دعمه وتشجيعه ومتابعته ما جعلها تحقق إنجازات ملموسة في تطوير قدرات المواطن والارتقاء بها تأهيلها وتزويدها بالعلم والمعرفة وإعدادها الإعداد الذي تصبح معه قادرة على التعاطي مع متطلبات المرحلة الجديدة: مرحلة بناء الدولة الحديثة. ولعل أهم إنجاز تحقق خلال هذه السنوات الست من عمر البيعة المباركة هو المواطن السعودي نفسه... فقد وجهت الدولة كل طاقاتها وإمكاناتها للارتقاء بالمواطن السعودي نفسه. فقد وجهت الدولة كل طاقاتها وإمكاناتها للرتقاء بالمواطن عن طريق اطلاق عدد من المشاريع التنموية والمبادرات الخدمية التي تتصل بتحسين مستوى تعليمه وصحته ومستوى معيشته. وربما كان أقرب هذه المبادرات الأوامر الملكية المباركة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين قبل شهرين تقريبا والتي استهدفت في مجموعها تحسين مستوى عيش المواطن وتوفير المسكن المناسب له ولأسرته وتحديد الحد الأدنى للأجور بما يكفل له العيش الكريم وفتح أبواب التوظيف له سواء في المؤسسات الحكومية أم في القطاع الخاص فضلاً على ذلك كله إطلاقه حفظها لله لعدد من المشاريع التي تستجيب بصورة مباشرة لحاجات المواطن ومتطلبات عيشه الكريم. إن ما تحقق من إنجازات على كافة المستويات في خلال سنوات البيعة المباركة يعد بلا شك معجزة بكل المقاييس.... فحجم الإنجاز سواء ما تم التأسيس له وهو في مراحل الانتهاء بإذن الله أو ما تم تدشينه وافتتاح العمل به وما تحقق أيضاَ على مستوي التنمية البشرية التي استهدفت المواطن السعودي نفسه ، حجم ذلك كله اذا قيس بسنوات ست هي سنوات البيعة المباركة فإنه يعد معجزة بكل المقاييس. نعم يا خادم الحرمين الشريفين نحن نذكر لك هذا بكل الفخر وبكل الاخلاص والوفاء ، نعم سنظل بإذن الله ونحن نجدد البيعة لك اليوم سنظل الأوفياء لبيعتكم وعهدكم والمخلصين الصادقين في دعائنا لكم بأن يحفظم الله ويرعاكم وبمدكم بالمزيد من القوة والمزيد من العزم لاستكمال المسيرة المباركة ، وأن يؤيدكم بنصره وتوفيقه وأن يشد عضدكم بأخيكم ونائبكم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظكم الله جميعاً ذخراً للوطن وأبنائه. د. وليد بن إبراهيم المهوس وكيل جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن