كان متحمساً وهو يشرح مشاكل التدخين وآثاره العديدة والمتنوعة للمشاهدين بطريقة عجيبة لدرجة أني صرت «مفهي ومندهش» على الهواء مباشرة وأنا أحاوره من سحر كلامه!!. لا ريب فهو استشاري كبير ومعروف وطايح نصايح في المشاهدين «آلو» ممكن الدكتور لو سمحت؟ «طيب « تفضل يا أخوي الدكتور يسمعك. يسأل المشاهد « مرحبا دكتور ما قدرت أبطل...» ما يمديه يكمل إلا سعادة الاستشاري الكبير مقاطعه!! «هاظ ضعف في الشخصية !! شو ما بتكدر تبطل !! مجرد دخان يا رجل وين الإرادة؟! خاف عصحتك ومصرياتك!!» وقت الحلقة انتهى والكنترول يخبرني سنمدد 10 دقائق حرصاً على بقاء سعادة الدكتور»المُبجل» والقدوة «الرائعة «لأطول مده ممكنة لفائدة الناس ولضغط المكالمات». انتهت الحلقة وعند باب «الأستوديو» سجلت رقم الدكتور ومعلوماته في ورقه لنقلها إلى جوالي لاحقاً لنكون صديقين.. فالحمد لله لا أحتاجه لكوني «غير مدخن «وأنا غير مقيم أصلا «بدبي». تجاذبنا أطراف الحديث ورجع «أبو الشباب « لحماسه اللي كان من شوي على الشاشة!! وهو «يسولف» فجأة اخرج علبة سجائر !! وبدأ يدخن!! قلت يا دكتور أنت تدخن ؟! قال سلامة شوفك «بنفخ تنفيخ «هيك بس «ما بدخنش»!! «فركت عيوني زين..وقلت معه حق الرجال استشاري وفهمان هو «أبخص»!! افترقنا ورميت الورقة التي سجلت عليها اسمه ورقم هاتفه فلا أعتقد أني بحاجتها بعد اللي شفته بعيوني لأني تذكرت أن نظري في آخر فحص كان «6-6» والحمد لله. عموماً يصادف آخر الشهر الحالي «الحادي والثلاثين من أيار - مايو «اليوم العالمي لمكافحة التدخين من كل عام واستناداً إلى أحدث تقرير صادر عن جمعيات مكافحة التدخين فإن أعلى نسبة من شريحة المدخنين في دول مجلس التعاون الخليجي للأسف سجلها قطاع الأطباء !! والعاملين في المجال الصحي وطلاب وطالبات كليات الطب بل إن نسبة المدخنين بينهم تتراوح ما بين 30 إلى 50 بالمئة « يا ساتر معقول « نصف أطبائنا مدخنون!! الأمر لا يقف هنا بل إن نسبة الطبيبات الخليجيات المدخنات تصل إلى حوالي 15 بالمئة من إجمالي شريحة المدخنين!! وعلى قولة «غوار وأبو العناتر....» ياللطيف !! يبدو أنه ينطبق عليهم قوله تعالي {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ} (البقرة 44) كيف نصدقهم إذاً !! يبدو أنهم لا يدخنون بالفعل!! بل «ينفخون تنفيخاً» مثل صاحبنا... وسلامة نظرنا جميعاً!! وعلى دروب الخير نلتقي.