فقدت المملكة أحد أعلامها المعروفين ورمزاً من رموز الأدباء والشعراء المشهورين، إنه فقيد الأدب والثقافة والتراث والرحالة الشاعر المؤرخ (عبد الله بن محمد بن خميس) الذي كان لفقده حزنٌ وحسرة على جميع محبيه، وهو أحد أبناء هذا الوطن الغالي الذي واكب مسيرة تطور هذا الكيان، وكان له دور كبير في إرساء الحركة الأدبية والشعرية منذ بدايتها، وهو أحد أعلام الأدب والشعر في مسيرة الجزيرة العربية العلمية، والمرجع الذي دوَّن عن تاريخها الكثير، والذي يتضح من خلال ما تحويه مؤلفاته النادرة التي تضمها المكتبة السعودية، التي تُعتبر بحق مرجعاً للأجيال القادمة، كما أنه له جولات ورحلات داخل وخارج المملكة في المجالات العلمية والعملية التي تجدها من خلال ما تضمه مؤلفاته، وأذكر أنني سبق أن التقيته في زيارة قام بها لمحافظة الرس ضمن جولته لمنطقة القصيم منذ سنوات عدة، وكان في قمة الأدب والتواضع وصاحب موسوعة علمية لا تمل جلسته والحديث معه، وبرفقته بعض طلاب العلم، وكان يحرص كل الحرص على توثيق وكتابة المعلومات فيما يشاهده في جولاته ورحلاته الميدانية التي شملت العديد من مناطق المملكة، خاصة المعلومات الجغرافية والأدبية والتراثية.. والفقيد يُعتبر من رجال الإعلام الأوائل الذي يشهد لهم التاريخ بجهوده الإعلامية في إرساء الحركة الصحفية في منطقة الرياض، ودوره في تأسيس جريدة الجزيرة، التي لا تزال تؤدي رسالتها اليومية حتى أصبحت من أوائل الصحف السعودية الرائدة بما تقوم به لهذه البلاد من نشر الرسالة الإعلامية والعديد من الأعمال التي قام بها - رحمه الله - خدمة للوطن والملك والدين في المجالات العلمية والأدبية والإعلامية والتاريخية كافة؛ حيث لا يتسع المجال لذكرها في هذه العجالة. وحقيقة، فإن (ابن خميس) - يرحمه الله - يُعتبر من أعلام الأدب والشعر والثقافة والتراث، الذي تشهد له مؤلفاته الكثيرة والمتعددة، التي ستبقى على مر الأجيال موسوعة من العلوم التي لا يمكن الاستغناء عنها، ولعل أبرز مؤلفاته المشهورة كتابه عن تاريخ اليمامة (المجاز بين اليمامة والحجاز)، الذي أحتفظ بنسخة منه، وهو يحتوي على سبعة أجزاء، وفي محتواه يضم معلومات عن تاريخ الجزيرة العربية والعديد من المحاضرات الأدبية والبحوث ومورث الأدب الشعبي ومعلومات عن أودية ورمال وشعاب وجبال الجزيرة العربية والشاعر المشهور (راشد الخلاوي) (وحديث السمر) الذي يُعتبر من أجمل ما كتب عن الأدب والشعر والقصص القصيرة والطريفة، خاصة أن هذا الكتاب لا تمل قراءته.. أعود وأقول إن وداع فقيدنا (الغالي) هذه الدنيا فاجعة واسى وحزن لنا جميعاً، لقد توفي - رحمه الله - بعد معاناة مع المرض في الفترة الأخيرة.. وأتمنى من خلال هذه المقالة المتواضعة أن يتم تكريم هذا العَلَم وما قام به من جهود وإنشاء مركز يحمل اسمه؛ لأنه بحق يستحق من الجميع التكريم. نسأل المولى - عز وجل - أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يكون ما أصابه من مرض تكفيراً وطهوراً، وأن يسكنه الله فسيح جناته، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. منصور بن محمد الحمود محافظة الرس