كشف معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ عن استفادة كثير من المسلمين في الدول الأفريقية وشرق آسيا وجنوب شرق آسيا من الهند إلى آخر إندونيسيا من إذاعات ال (إف إم) والإذاعات على ذبذبات قصيرة أكثر من التلفاز، وبتكلفة بسيطة، عكس القنوات التلفازية الفضائية، منبهاً كل من يريد عمل الخير ونشر الدعوة إلى الله أن يضع هذا الأمر نصب عينيه. وأبان معاليه أن نشر الدعوة إلى الله تعالى عن طريق الإذاعات والإنترنت تصل لشريحة كبيرة جداً من الناس في جميع أنحاء العالم، وبخاصة الدروس الدينية لأهل العلم، وذلك عن طريق الأكاديمية الإسلامية المفتوحة للتعليم ولغيرنا التعليم عن بعد عن طريق الإنترنت وتعليم العلم الشرعي وفق منهجه وأصوله، وهذا نجد الإقبال عليه كثيراً جداً جداً في العالم بسبب أن موقع التعليم من المملكة العربية السعودية يقوم عليه علماء مشهود لهم ومعروفون بالاهتمام بالسنة وسلامة العقيدة والمنهج؛ لأن المسلمين في العالم يريدون العلم في الشرع ويكون تلقيه عن العلماء مباشرة عن طريق الإنترنت سواء بصورة أو بدونها. وأكد معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ - في تصريح للإعلاميين عقب تدشينه باقة خدمات موقع شبكة السنة النبوية وعلومها - أن الدروس العلمية عبر الإذاعات في الإنترنت مهمة، لأن الإعلام هو التواصل مع الآخرين بمادة لديه، ولذلك يسمونها اليوم الإعلام الجديد، وهي كلمة لها معناها الصحيح، وهي تشمل ملايين المشاركات والمداخلات، معناها الهدف الإعلامي من الوصول للناس يحصل عبر أي وسيلة إعلامية توصله بالناس، قائلاً معاليه: إن هذه الرسائل الإعلامية صارت أكثر توصيلاً للناس خاصة في الجيل ما تحت (30) سنة، هذا يعني أن الوصول للناس يجب أن يدرس مبكراً الوسيلة من وسائل الإعلام والوسائل التقليدية وفي الجديدة، ومع التطورات التقنية، ومن المتوقع أن تكون الفضائيات بعد 10 سنوات أو خمس عشرة سنة ضعيفة جداً لا أثر لها، بل ستتحول إلى الإنترنت، ويمكن أن تزول كل الفضائيات، وتبقى حتى القنوات الفضائية موجودة، ومواقع على شبكة الإنترنت، وهذا يحتم وجوداً أكثر على الإنترنت. وأضاف معاليه قائلاً: واليوم يجب بذل الكثير من الأموال في الدعوة عبر الفضائيات عن طريق الإنترنت لأن ذلك أولى في بذل الأموال في الدعوة ونشر العلم والاستفادة من هذه الوسيلة، واليوم نصف العالم فيه إنترنت سريعة تشاهد برنامج ملون فيه أحداث من دون انقطاع، بمعنى أن هناك إمكانية إنترنت سريعة ولها فوائد أكثر من القنوات التلفازية الفضائية، وهو أن القناة التلفزيونية نفسياً يحس المتعامل معها أنها توجهه، يعني بمعنى أنها تلقي عليه المعلومة إلقاءً فهو يكون في مقام الأضعف، لكن في الإنترنت العكس هو يحس أنه في مقام الأقوى لأن الإنترنت في خمس دقائق يستطيع جمع معلومات كثيرة, وبالتالي فإن الإنترنت هو الإعلام الجديد وهو الأقوى الآن، لأن المرء هو الذي يختار ولا يُفرض عليه، وهذا يعطينا دافع أكبر إلى وجود أوسع على شبكة الإنترنت، وبخاصة مواقع التواصل. وشدد معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ على أهمية أن يوجد لطلبة العلم والدعاة قاعدة تواصل في مواقع الإعلام الجديد، لأنه في المسجد عندما تلقى محاضرة أو كلمة أو نحوها العدد قليل، لكن عبر مواقع التواصل ممكن يجلس معك (300 أو 400 ألف) ثلاث أو أربع ساعات، حيث تحاور مجموعة وتؤثر عليهم.. وبهذه المناسبة ومن بركة السنة النبوية أنه لا بد للدعاة أن يعيدوا النظر، فلو يعقد مثلاً ورشة عمل متخصصة إما في جهة رسمية أو غير رسمية لكيفية التواصل الدعوي الأمثل في المواقع الإعلامية لأنها فعلاً مغرية ويجب علينا أن نأتي للناس فيما يجتمعون فيه، وكما تعلمون أن الأنبياء برسالتهم كانوا يغشون الناس في نواديهم يعني المنتديات يجتمعون فيها، والنبي - صلى الله عليه وسلم - كان يدور على المشركين في مجالسهم يبلغهم رسالة الله. ورداً على سؤال هل هناك توجه لوزارة الشؤون الإسلامية ببيع بعض أوقافها لدعم مثل هذه المشروعات وعدم قصرها لبناء المساجد؟ قال معاليه: هذه مسألة ثانية، المساجد عمارتها واجبة، والدعوة واجبة ما نقارن شيئاً بشيء، وهذه متروكة لرغبة المتبرع الموقف وراجعة لما يريده هو، فالمقارنة لا مجال لها في الأعمال الصالحة لأن كل عمل له مجاله، لكن الأولى دائماً هو أن نبحث عن الأحوج، ما كانت الحاجة إليه أكثر فالأجر فيه أكثر، كما قال جل وعلا: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ، يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ} (14-15 سورة البلد).