(مهما كانت الحفر كثيرة في طريق النهر فإنه يصل إلى البحر) - حكمة صينية - نظّمت «حملة السكينة» الأسبوع الماضي حلقة نقاش أعلنت فيها تحقيق نجاحات في محاورة المتطرفين، وقال أحد أبرز المحاورين في الحملة الشيخ بدر العامر،» إنهم في أوج نشاط الإرهاب الإلكتروني كانوا يتعجبون من جلادة المتطرفين، حتى إن بعضهم جزم بأنهم كانوا يتعاطون «حبوب منع النوم»، لأنك تجدهم على النت في جميع الأوقات وان النساء كن أشد من الرجال جلداً في هذا الأمر، فامرأة واحدة عن ألف رجل، ربما لكثرة فراغهن وإخلاصهن وعاطفتهن، لكن ما يطمئن أن أعدادهن قليلة جداً». الحقائق العلمية تؤكد أن النساء أكثر صبراً وأقدر على التركيز في أداء مهام متعددة في وقت واحد، بينما الرجل لا يستطيع التركيز إلا في أداء مهمة واحدة! المرأة لها تأثير قوي في المجتمع الإنساني سواء كانت امرأة سوّية أو متطرفة والتأثير هنا يتوقف على فكر المرأة ووعيها. ولا أعرف لماذا يتجاهل بعضهم قدرات المرأة في تنمية المجتمع بينما يؤمن بدورها في المكائد أو في الإرهاب، وكأنها تنجح في الشر ولا تنجح في سواه!! وحينما يكون المرء مقتنعا بفكرة ما فإن العقل يستجيب بإعطائه الأدلة من خبراته السابقة أو مخزونه المعرفي. المرأة التي تتحمل متاعب فسيولوجية عدة تبعا لنوعها الاجتماعي لا يمكن ألا تتصف بالصبر والجلد ولذلك فالمجتمعات الواعية لأهمية مستقبلها التنموي تدرك أهمية وجود المرأة كعنصر فاعل وليس تكميليا. وهي الصورة التي لجأ إليها مجتمعنا مؤخرا في محاولة لبسه قناع إيمانه بقدرات المرأة بحيث تجد بعض المؤسسات تتحمس لتوظيف النساء أو إعطائهن مسميات إدارية فعّالة لكنها في الواقع لا تعطي المرأة شيئا سوى واجهة تتشدق بها تلك المؤسسات لتظهر حضارتها وتأكيدها للإرادة السياسية، بينما تعرف النساء أنهن لا يساهمن حتى بصنع القرار وهو أضعف الإيمان. سيأتي يوم تدرك فيه النساء أن لديهن من القدرات ما يمكنهن أن يصنعن التاريخ فقط لو آمنّا بالفعل بما أعطاهن الله من طاقة جبّارة للخلق والإبداع. [email protected]