(بالعصا يصبح الطيب شريرا والشرير أسوأ) - حكمة أسبانية - لا أريد أن أقسو على الطالبة السعودية التي تدرس في أمريكا لكنها أظهرت وجها بشعا للتعامل الإنساني حين بصقت على أكثر من شخص في الشارع العام وقد أخبر زوجها الشرطة أنها بصقت على مدير المعهد الذي تدرس به وأتخيله يثبت التهمة عليها. وكأنه يعلن براءته من سلوكها العام فلا شك أنه والأبناء يعانون من سلوكياتها داخل المنزل. مع أن المثير أنها منقبة بمعنى أنها رفعت الغطاء عن وجهها لتبصق على شخصين في الشارع العام لم يفعلا لها شيئا يتوجب الإهانة. الخبر الذي نشرته جريدة «الحياة» يقول: إن السفارة على علم بحادثة بصقها لمدير المعهد وبالتأكيد قامت بنصحها وإن كان من الأفضل في مثل هذه الحالات أن يكون هناك ما هو أقوى من مجرد النصح لأن السلوك الخاطئ لا يقوّم بالنصح لدى إنسان تطّبع به. حسب صحيفة «فلوريدا سنتنيل» فإن الشرطة صرحت بأن المتهمة السعودية ذكرت في أقوالها إنها بصقت في وجه «البيض» رداً على المعاملة التي يلقاها المسلمون. والحق أني لا أعرف جهلا أكثر من هذا فليس من الحكمة ما فعلت مطلقا والمسلمون الذين دافعت عنهم بالبصق في وجوه آخرين لا ذنب لهم لن ينقذوها من تحمل نتائج التهم التي ستوجه إليها ومن أبرزها تهمة إبراز كراهية. هذه المرأة لم تسيء إلى نفسها فقط بل إلى الدين الاسلامي وإلى بلدها، فالمغترب في بلاد الغربة هو سفير بلده شاء أم أبى وهو في سلوكه يعكس صورة بلاده لمن لا يعرفها. الأَوْلى لأي طالب يدرس في بلاد الغرب أن يحترم البلاد وأهلها وإلا فليعُد إلى بلده. دوما أسأل نفسي وأنا أقابل بعض الطلبة المتذمرين من البريطانيين وبلادهم كيف ستنقضي سنوات معيشتهم وهم يحملون هذه المشاعر السلبية؟ مؤسف ما حدث بالفعل ومؤسف ما سينشر في الإعلام الأمريكي عن هذه الحادثة من تحليلات ستربط بينها وبين الإسلام دون أن يكون هناك من قبل إعلامنا غير المحلي أي توضيح. لذلك أتمنى على السفارة السعودية في أمريكا أن تدير الأزمة إعلاميا بطريقة شفافة وتعالج الموضوع بعدم التكتم أو السكوت ليموت الخبر. بعض الأخبار تتحول إلى أفكار لا تموت أبدا. [email protected]