بأسلوب الربح والخسارة.. بأسلوب وعقلية التجار التي تدار بها شركات ومؤسسات القطاع الخاص، صممت وزارة العمل برنامج «نطاقات» لإجبار هذه المؤسسات على توظيف السعوديين. نقول «إجبار» بل وفرض تشغيل المواطن السعودي واستبدال العمالة الوطنية بالعمالة الوافدة المكدسة في المؤسسات التي أصبح الكثير منها «جزراً» يقتصر العمل فيها على جنسيات محددة وإن كان صاحبها أو ممن يحمل الترخيص سعودياً، أما المدير التنفيذي والمدراء الآخرون فهم من الوافدين الذين أصبحوا يتوارثون العمل في هذه المؤسسات، ومن ليس لديه ورثة من الأبناء فالأقربون أولى بالوظيفة، والأقربون هنا ليسو السعوديين؛ فهم في بلدهم محاربون في تلك المؤسسات والشركات التي ما إن تحصل على مخصصات تنفيذ العقود والأعمال حتى تحوّل الأموال إلى بلدان المدراء. وهكذا يحرم الوطن من ثروته ويظل أبناؤه بلا عمل فيما يتسرب الخير للغير. الآن وزارة العمل وفق برنامج «نطاقات» ستحاصر المؤسسات والشركات التي تحارب توظيف السعوديين، وفي نفس الوقت تكافئ الشركات والمؤسسات التي توظف السعوديين، فالذين يتعاونون ويعملون على توظيف المواطنين السعوديين سيكون «دربهم أخضر»، تُقدّم لهم التسهيلات وتمنح لهم شهادات العمل وتسهل عليهم طلبات الاستقدام، أما من يقصر في توظيف السعوديين فترفع الإشارات الحمراء أمامهم، بل تطلى شركاتهم ومؤسساتهم باللون الأحمر، فلا تجديد لبطاقات العمل، مما يعني عدم تجديد إقامة وافديهم الأجانب، ولا تمنح لهم تراخيص العمل، ولا تعط لهم أذونات استقدام أخرى ولا تأشيرات جديدة وهو ما يعرضهم إلى فقدان عمالتهم وعدم تعويضها ما لم يقوموا بتوظيف السعوديين توظيفاً حقيقياً وليس تسجيلهم في مسيّرات رواتب مؤسساتهم مقابل مبالغ مالية متفق عليها، فهذا ما سيكشفه مفتشو وزارة العمل الذين سيُدعمون بألف مراقب جديد، وأن يكون العاملون السعوديون مسجلين لدى مؤسسة التأمينات الاجتماعية وأنهم موظفون في تلك المؤسسة. هذه الإجراءات التي انتهجت أسلوب «الجزرة والعصا» أسلوب يتوافق مع عقلية التجار الذين يديرون مؤسسات وشركات القطاع الخاص، وهو أسلوب سيجعل طريق البعض أخضر... ويسد طريق البعض الآخر بشمع أحمر.