في آخر الثمانينيات والتسعينيات الميلادية كانت هناك اجتماعات للشعراء والأدباء والمثقفين، كان بعض منها يخص المهتمين بالأدب الشعبي وعلى وجه الخصوص الشعراء الشعبيين بشكل دوري يتمثل بيوم في الأسبوع، بوصف عام سريع كانت هذه الاجتماعات شبه مدرسة منهجية أدبية لبعض الشعراء الذين يوجهونهم من سبقوهم متى لاحظوا مواطن ضعف في قصائد من تنقصهم الخبرة في الشعر بعيداً عن ممارسة الاستاذية باستعلائية فجَّة بل بكل محبة ووئام، وكان هناك توجيه نقدي جاد بإخلاص يتجاوز الوزن والقافية والمعنى والمفردة والتداعيات والأخيلة والرمز والصورة في القصيدة إلى التوجّه الراقي بروح تلاقح الأفكار بإيجابية تلغي أي شائبة سلبية ترحل بلا عودة من قصيدة من تخبط في بداياته واحتاج التوجيه بمثالية نبيلة. هذه الأجواء آنذاك جمعت أسماء لا تحتاج إلى التعريف مثل الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن والأستاذ الشاعر عبدالله السلوم -رحمه الله- والأستاذ الشاعر عبدالله السياري والأستاذ الشاعر ماجد الشاوي والأستاذ الشاعر علي المفضي والأستاذ الشاعر عايض العتيبي وغيرهم فجاء الشعراء الذين يلونهم في الساحة بتوجيههم وعنايتهم الخاصةبمستوى رائع في الشعر وما كتابة الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن لمقدمة أكثر من ديوان لشعراء رائعين إلاَّ دليل على ذلك، ومن يقارن الساحة الشعبية بما كانت عليه يجد أن - كل شيء له ثمن سلبي أحياناً - بدليل تخبط وضعف تجارب شعراء حاليين كُثر (من منظور نقدي) لأن بعضهم بأوهامه وعدم توجيه من سبقوه من ناحية، ومن ناحية أخرى وجوده في زمن انشغال الكل عن الكل في الساحة الشعبية، اعتقد بذلك أنه بأدواته المتواضعة في فنيات القصيدة أستاذ نفسه في زمن الضوء الأخضر بلا حدود في (بعض) القنوات الشعبية و(بعض) المجلات الشعبية، فكان لا بد أن تكون النتيجة كما يقول المثل الشعبي: (الجود من الموجود) ونرجو ألاَّ يطول بقاء السيئ من الموجود في الشعر طويلاً مشرئبين لقدوم الأجمل. وقفة: للشاعر مساعد الرشيدي خل السوالف ما عليها إلاَّ صديق الصدر دلّه للفجوج الراحبه إن عوّدت للجد والعلم الوثيق ما جابه الرّيح الشمالي راح به إي والله أعلنها وأنا وجهي طليق والبال غصنٍ كل قمري ناح به أنا من اللي ما يخونون الصديق يومٍ ولد اللاش خان بصاحبه