أفاد ناشطون حقوقيون أن 49 شخصاً على الأقل قتلوا في احتجاجات في أنحاء سوريا الجمعة وهو أعلى عدد للقتلى في يوم واحد منذ اندلاع الاحتجاجات ضد حكم الرئيس بشار الأسد الشهر الماضي. وقال الناشط الحقوقي عمار القربي إن 49 شخصا على الأقل قتلوا وإنه يوجد كثير من الجرحى والمفقودين. وأعرب عن اعتقاده أن 20 شخصا على الأقل فقدوا وقال إن البعض يعتقدون أنهم قتلوا. وأفاد أن معظم القتلى سقطوا بالرصاص وأن القليلين توفوا بعد استنشاق الغاز المسيل للدموع. كما قال شهود عيان إن قوات الأمن السورية استخدمت أمس الجمعة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق مظاهرة مطالبة بالديمقراطية في دمشق، وأضافوا أن «قوات الأمن قامت بإطلاق النار أولاً في الهواء لتفريقهم ثم مباشرة على المتظاهرين». في حين دعا الآلاف في مدينة درعا الجنوبية لإنهاء نظام الرئيس بشار الأسد. وتحدث نشطاء أيضا عن مظاهرات في ضاحية دوما في دمشق وفي بلدتي دير الزور والقامشلي رغم قرار الرئيس بشار الأسد الخميس إلغاء قانون الطوارئ تلبية لمطلب رئيسي للاحتجاجات التي بدأت قبل شهر. وقال شاهد لرويترز في اتصال تليفوني إن قوات الأمن أطلقت الغاز من على جسر يشرف على حي الميدان الواقع خارج سور الحي القديم في دمشق. وأضاف «كان هناك أكثر من 2000 محتج ويعيد الآن المئات تجميع أنفسهم». وأمكن سماع هتاف «الشعب يريد إسقاط النظام» خلال المكالمة. وتقول جماعات حقوقية إن أكثر من 220 شخصا قتلوا منذ انطلقت في درعا الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في 18 من مارس آذار بينهم 21 محتجا قتلوا هذا الأسبوع في مدينة حمص بوسط البلاد. وقبل صلاة الجمعة التي تنطلق بعدها عادة مظاهرات ضخمة انتشرت قوات الجيش في حمص وأقامت الشرطة حواجز في أنحاء دمشق لمنع امتداد لاحتجاجات من الضواحي فيما يبدو. وبعد انتهاء الصلاة في درعا أخذ الآلاف يرددون هتافات مناهضة للأسد تطالب برحيله. وتنظر المعارضة إلى مرسوم وقعه الأسد الخميس بإلغاء قانون الطوارئ الذي فرضه حزب البعث عندما تولى السلطة قبل 48 عاماً على أنه مسألة رمزية مع وجود قوانين أخرى ما زالت تمنح أجهزة الأمن سلطات واسعة. وقال ناشط حقوقي إن شاحنات تحمل جنودا ومركبات مجهزة بالمدافع الآلية شوهدت على الطريق السريع بين دمشق وحمص التي أصبحت بؤرة جديدة للاحتجاجات. وقال اثنان من الشهود إن جنودا في مجموعات من خمسة أفراد قاموا بدوريات راجلة في شوارع حمص خلال الليل. وقال إنه كان هناك أيضا أفراد أمن بملابس مدنية وآخرون يرتدون زيا مموها. وقال أحد سكان دمشق إن الشرطة أقامت حواجز في أرجاء العاصمة أثناء الليل وإن قوات الأمن انتشرت كذلك عند مداخل المدينة لمنع تدفق المحتجين من الضواحي على ما يبدو. وقال آخر إن حافلات للجيش أنزلت أفراد أمن يرتدون ملابس رياضية إلى الشوارع المؤدية إلى ميدان العباسيين. وأنحت السلطات السورية باللائمة على جماعات مسلحة ومتسللين ومنظمات سنية متشددة في إثارة العنف خلال المظاهرات بإطلاق النار على مدنيين وعلى قوات أمن.