استأنف النشاط الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 26» نشاطه أمس السبت بندوة «مجتمع المعلوماتية والاقتصاد والمعرفة» التي أدارها الدكتور عبدالرحمن الحبيب بمشاركة الدكتور محمد بنتن وأيمن الصياد والدكتورة أسماء باهرمز وادماء سيماسيكو ونبيل علي. وقدم الدكتور بنتن في بداية الندوة ورقة العمل الأولى حيث أشار فيها إلى ارتفاع مستخدمي الإنترنت في المملكة إلى 13 مليون مستخدم وأن التوقعات الخاصة بمستخدمي هذه الخدمة يزداد يومًا بعد يوم وبشكل متسارع قد يؤثر على حياتنا اليومية. وتحدث الدكتور بنتن عن سمات المجتمع المعلوماتي ومنها الشفافية وتوفر قواعد المعلومات والانضباط في التعاملات والسلوكيات، إضافة إلى العقلانية في التصرفات والعدل والمواساة في الحصول على الخدمات من مقدميها والأمن والأمان في تحمل المسئولية. ولفت إلى أن المملكة العربية السعودية قد خطت خطوات حديثة في تطبيق سمات المجتمع المعلوماتي، وأكد المحاضر أن المملكة تعد الأولى على مستوى القارة الآسيوية والدولة السابعة عشرة على مستوى العالم من ناحية صحة العناوين البريدية مما يحقق سمة المسئولية. بعد ذلك تحدث أيمن الصياد عن موضوع المحاضرة، مشيراً إلى أن الاقتصاد في السابق كان يعتمد على رأس المال، أما الآن فهو يعتمد على المعرفة وأن هناك انفتاحا معرفيا كبيرا ينمو بشكل مستمر، لافتا إلى أن الحضارة التي نعيشها هي ناتج الحضارات الإنسانية السابقة. وتحدثت الدكتورة أسماء باهرمز من جهتها حول الموجه الثالثة التي تضمنها كتاب «الفن توفلر» خاصة فيما يتعلق بتسارع عجلة التغيير التي تجاوزت توقعات كثير من المفكرين لاسيما في العشرين سنة الأخيرة. وأبرزت باهرمز ملامح تلك الموجة التي تتضمن مستوى عال من التنوع في كافة أوجه الحياة وإدارة المصفوفات وفلسفة مدخل النظم والتوجه إلى العمل الجزئي. وخلصت الدكتورة باهرمز إلى القول أن التقنية أداة من صنعها، أما أن نتحكم فيها أو نتركها تتحكم فينا فعلينا أن نحتويها قبل أن تحتوينا. عقب ذلك تحدث الأستاذ اداماء سيماسيكو حيث أوضح أن صدمة المستقبل هو الإجهاد الذي يشعر به الأشخاص نتيجة المتغيرات ويحس بها كثير من الناس في كثير من أماكن العالم، مشيرًا إلى أن العولمة تؤدي إلى الإحساس بالخصوصية خاصة المؤسسات. وأكد سيماسيكو أن المعرفة تبوأت الدور الأساسي في المجتمعات وستكون هناك متغيرات تحدث بسبب التوسع المعرفي والاتصالات تغير الأشكال التقليدية في السياسة والاقتصاد والعلاقات الاجتماعية. من ناحية أخرى، تحدث الدكتور نبيل عن أثر التغيير المتسارع على تشكيل المجتمع وما يمكن أن يحدث عندما يتجاوز معدل التسارع قدرة الأفراد والجماعات على استيعابه والتكيف معه. وعرف الدكتور نبيل على علم اجتماع المعرفة بأن العلاقة بين المعرفة والمجتمع، موضحاً أن الكيفية التي يتم بها تنظيم بنى المعرفة تحدد بدورها الكيفية التي يتم بها تنظيم المؤسسات والعلاقات التي تربط بين أعضائها. كما تحدث المحاضر عن سمات اقتصاد المعرفة من منظور عربي وبعض العيوب التي تعتري اقتصاد المعرفة عربيًا ومن ذلك الازدواجية الاقتصادية وإشكالية الملكية الفكرية وترسخ البيروقراطية ونهج التطور من أسفل إلى أعلى. بعد ذلك فتح باب الحوار والمناقشة، حيث شارك مجموعة من المهتمين بالمعرفة والمعلومات بالأسئلة والمداخلات التي أضافت إلى الندوة جوانب متعددة.