قبلت المعارضة اليمنية أمس الثلاثاء دعوة وجهتها دول مجلس التعاون الخليجي لإجراء محادثات في الرياض في محاولة لإنهاء الأزمة السياسية التي يشهدها اليمن منذ أسابيع. وأكدت المعارضة استعدادها للمشاركة في محادثات برعاية خليجية في الرياض للبحث في «نقل السلطة»، حسبما أفاد المتحدث باسم المعارضة محمد قحطان. وقال قحطان رداً على سؤال حول الوساطة التي أطلقها مجلس التعاون الخليجي والدعوة لعقد محادثات بين الرئيس علي عبدالله صالح والمعارضة في الرياض، «نحن مع التفاهمات لنقل السلطة، رحبنا وقلنا سنحضر، ولكن لبحث نقل السلطة فقط». وأضاف أن «البلد لا يحتمل تأخير نقل السلطة، كل يوم يمر تهرق دماء كثيرة». وشدد قحطان على أن المحادثات مع النظام اليمني لا تعني الحوار معه. وقال «نحن مع أي خيارات أو تفاهمات لنقل السلطة من الرئيس صالح بشكل آمن وسريع. أما بالنسبة للحوار الوطني، فلا يمكن أن يتم إلا في ظل الوضع الجديد، أي مع رئيس جديد». من جهة أخرى قتل ثلاثة أشخاص وأصيب 15 آخرون من وفد قبلي أمس بالعاصمة صنعاء برصاص جنود الفرقة الأولى مدرع التابع للواء علي محسن الأحمر الذي أعلن تأييده لثورة الشباب السلمية. وقال مصدر أمني إن الوفد القبلي من قبيلة سنحان التي ينتمي إليها الرئيس صالح واللواء الأحمر كان في طريقه إلى الأخير لبحث وساطة بين الطرفين، مشيراً إلى حالة اثنين من الجرحى خطيرة وأن نحو 40 شخصاً تم اعتقالهم من قوات الفرقة. وذكر مصدر قبلي أن قرابة ألفين من وجهاء بلاد الروس وسنحان حاولوا اللقاء باللواء علي محسن بعد أن التقوا صباحاً بالرئيس صالح في مساعي ل»مصالحة بينه وبين اللواء علي محسن الأحمر». وذكر المصدر أن من بين الوجهاء شقيق اللواء علي محسن «محمد علي محسن». في حين ذكر مصدر في الفرقة الأولى مدرع أن وفد وصل على متن 30 سيارة وأرادوا دخول الفرقة لمقابلة علي محسن بالقوة وتم منعهم، وحين أشهروا أسلحتهم قامت الفرقة بإطلاق نار لتفريقهم». وفي مدينة تعز قال شهود إن قوات الأمن ومسلحين في ملابس مدنية أطلقوا النار أثناء احتجاجات في المدينة أمس بعد يوم من اشتباكات أسفرت عن سقوط 15 قتيلا. وأضاف شهود أن عدداً من الأشخاص أصيب ولكن لم ترد معلومات بعد من مصادر طبية بخصوص القتلى والمصابين. وقال الشهود إن مئات من قوات الأمن هاجمت عشرات الآلاف من المحتجين وأن رجالاً يعتقد أنهم من الشرطة السرية كانوا يلوحون بهراوات وخناجر ورد المحتجون برشق قوات الأمن بالحجارة. وفي ميناء الحديدة على البحر الأحمر هاجمت الشرطة ومسلحون في زي مدني وصفهم السكان بأنهم بلطجية مأجورون من قبل الحكومة آلاف المتظاهرين الذي كانوا يحاولون تنظيم مسيرة إلى قصر الرئاسة في المدينة. وقتل ستة بطلقات نارية وأصيب 30 بطعنات وأصيب 270 من استنشاق الغاز المسيل للدموع وقتل أكثر من مائة شخص حتى الآن في اشتباكات أثناء الاحتجاجات.