في مناطق النزاع المسلح يسقط أبرياء، وينقل خبرهم زملاء في كافة وسائل الإعلامية المشاهد منها والمقروء والمسموع، لكن القتل هذه الأيام لم يعد يفرّق بين هذا ولا ذاك، ولذلك فقد أدى هجوم انتحاري مزدوج في غرفة الصحفيين، لمقتل مراسل «العربية» في تكريت وسامرّاء صباح البازي (يمين الصورة) مع آخرين. قناة «العربية» أدانت هذا الاعتداء وندّدت بهذا العدوان وكل العمليات التي يكون ضحيّتها الإعلام والإعلاميين سواءً في العراق أو في أي مكان في العالم، نحن جميعاً ندين قتل الإعلاميين والتضييق عليهم. هذا القتل لا يزيد الإعلام إلا تمسكاً بما يراه صحيح، ويزيد من التأكيد على الالتزام بتوفير خيار إعلامي مستقل ونزيه، يتمتع بالصدق والمصداقية تجاه المشاهد حتى يتمكّن من تكوين صورة متكاملة وغير منحازة لما يجري حوله، خاصةً في زمن الصراعات وأماكن التوتر والحروب. هي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، لكنها سلسلة في ممارسات لقمع الكلمة والخبر، والحقيقة، حيث سبق أن تعرض مكتب قناة العربية ومنسوبيها في العراق لعدد من الاعتداءات والانتهاكات من قبل جهات مختلفة كان آخرها تفجير مكتب قناة العربية في بغداد في شهر يوليو من عام 2010 في هجوم انتحاري بسيارة مفخّخة أدّى إلى مقتل أربعة، ثلاثة منهم من حراس الأمن في مكتب العربية وامرأة واحدة من الموظفات العاملات في المكتب، إضافةً إلى وقوع عدد من الجرحى تجاوز عددهم 15 جريحاً.