الخليج العربي أول من سماه بهذا الاسم هم الرومان وممن أطلق تلك التسمية المؤرخ الروماني بليني Pliny the Younger في القرن الأول للميلاد وعرف قبل الإسلام بذلك وأكد على ذلك بعد الفتوحات الإسلامية.. وقد يقول قائل لماذا إذاً تصر إيران على تسمية الخليج العربي بالفارسي ولا تقبل تسميته بغير ذلك مع أن ضفتي الخليج العربي بما في ذلك ضفته الشرقية داخل إيران ما يزال يسكنها إلى اليوم أغلبية عربية هي امتداد لإقليم عربستان؟!! ثم تأكيدها تلميحا وتصريحا بإيرانية البحرين أرضا وشعباً، وأن لإيران فيها حقاً (مطلقا) وأن شعب البحرين هو الذي يطالب بالعودة إلى (الوطن الأم - إيران الإسلامية) مع أن عروبة البحرين لا تحتاج إلى إثباتها والدفاع عنها لأنها كانت عبر التاريخ مركزا عربيا مهما في الكيان العربي ومتى كانت البحرين إيرانية؟! وماذا تقول إيران عن عروبة عربستان، التي ضمتها بالقوة وكالعادة بالتواطؤ مع قوى خارجية طامعة في البلاد العربية ثم الادعاء الفاضح بإيرانية الجزر العربية الثلاث والاحتفاظ بها ورفض التفاوض أو الاحتكام إلى محكمة العدل الدولية بشأنها، إنها تصاريح وادعاءات تتنافى مع الحقائق التاريخية والقانون الدولي ومبادئ حسن الجوار.. كل هذا هو تمهيد لتلك الطامة التي هي منطلق سياستها في المنطقة ومن خلال استخدام الورقة الدينية والتي غايتها تصدير الثورة والتي تمثل غطاء لمشروعها القومي التوسعي الفارسي في الوطن العربي. وإيران تطلق بين الفينة والأخرى جملة من التهديدات الخطيرة التي من أبرزها تهديد دول الخليج بزلزال الثورة الإسلامية الإيرانية وتوسعها.. نتيجة لذلك فإن الخليج العربي ومن منطلق أن أمنه واستقراره وسيادة ووحدة أراضيه هي مسؤولية دوله الست المطلة عليه والذي جاءت معاهدة وميثاق قوات درع الجزيرة الذي أسس في عام 1403 ه مؤكدة على هذا المبدأ فأي اعتداء على دولة من دوله هو اعتداء على سيادة جميع دوله.. لذا لا نستغرب تلك الوقفة الصادقة التي وقفتها المملكة العربية السعودية مع شقيقتها مملكة البحرين في مواجهة ذلك الشغب وتلك الفوضى التي غايتها زعزعة الأمن وتمرير أيدلوجيات خارجية مغرضة وهذه الوقفة هي من صميم ما تقتضيه أخوة الجوار والدين وبناء على معاهدة درع الجزيرة التي تقتضي حماية أمن دول الخليج القائمة (سياسة دفاع لا سياسة اعتداء وتصدير للثورات والاضطرابات)!!.. لأن دول الخليج لا يعتدون على سيادة أحد ولا وطنية إقليم ولا يؤججون الطائفية ولكن في نفس الوقت لا يرضون لأحد كائن من كان أن يتطاول على سيادته أو أن يسعى في زعزعة أمنه أو إثارة الشغب والفوضى والنعرة الأيدلوجية المتطرفة.. فدول الخليج وقادتها وشعوبها تميزوا وعرفوا بالوحدة والتضامن والأخوة والإخاء والخير والإحسان.. ولن يكونوا لقمة سائغة للمتربصين أو هدفا سهلا للمغرضين لأن دول الخليج بإيمانها بالله أولا وتوكلا عليه ثم بتضامنها ووحدتها وتلاحمها وفهمها الفهم الصحيح للآخر وتمييزها للصديق الحق من الصديق الخائن الذي لا عهد له ولا ذمة ولا ثبات ولا استقرار. [email protected]