واصل أكثر من 200 متظاهر اعتصامهم أمس بميدان التحرير وسط القاهرة للتأكيد على مطالب الثورة والتي تتضمن المحاكمة الفورية لمبارك وعائلته، وإلغاء قانون تجريم الاحتجاج وحل المجالس المحلية، وإقالة المحافظين ورؤساء الجامعات. وأكد المعتصمون أنهم أرادوا من مبيتهم بالميدان كسر حاجز الخوف الذي أصاب المتظاهرين من الاعتصام بعد فض الجيش له سابقا بالقوة. وقالوا: إنهم سيبيتون داخل الميدان حتى تتم الاستجابة لمطالبهم المشروعة، وعلى رأسها تطهير البلاد من الفاسدين، مشددين على أن الثورة لم ولن تنتهِ حتى تتحقق مطالبها النبيلة. وكان عشرات الآلاف من المصريين قد احتشدوا بميدان التحرير يوم الجمعة للمشاركة في «جمعة إنقاذ الثورة»، والتي دعت إليها العديد من القوى والتيارات السياسية المختلفة؛ وذلك احتجاجاً على عدم تنفيذ مطالب الثوار حتى الآن. من جانب آخر قال مراقبون سياسيون في مصر: إن جماعة الإخوان المسلمين تواجه انشقاقات تهدد وحدة صفوفها وتضعف قوتها في الوقت الذي تستعد فيه للظهور بقوة على الساحة السياسية من خلال أول انتخابات تشريعية ورئاسية بعد انهيار نظام الرئيس السابق حسني مبارك. وكان ثلاثة من قيادات الإخوان البارزين قد أعلنوا مؤخراً استقالتهم رسميا من الجماعة وهم الدكتور إبراهيم الزعفراني عضو مجلس شورى الجماعة، والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح أحد القيادات التاريخية للجماعة، وهيثم أبوخليل أحد الأعضاء البارزين بالجماعة. من ناحية أخرى قال المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مهدي عاكف: إنه لا مانع لدى الجماعة من أن يتولى قبطي رئاسة حزب «الحرية والعدالة» الذي أسسته الجماعة إذا اختارته الجمعية العمومية للحزب وحظي بقبول أعضائها، وهو ما اعتبره البعض إشارة إلى عدم ممانعة حزب الجماعة في ترشيح قبطي لرئاسة الجمهورية.