أكد الجيش الأمريكي أمس الخميس أن الزعيم الليبي معمر القذافي ليس على وشك الانهيار عسكرياً رغم مرور أسبوعين تقريبا على ضربات التحالف التي أضعفت بشدة قوته القتالية. وقال أكبر مسؤول عسكري أمريكي (الأميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان المشتركة) أمام الكونجرس أمس (قلصنا بالفعل وبدرجة كبيرة قدراته العسكرية... أضعفنا قواته بشكل عام إلى مستوى بين نحو 20 و25%. وتابع قوله (هذا لا يعني أنه على وشك الانهيار من وجهة النظر العسكرية لأن الأمر ليس كذلك). من جهته قال جيتس في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي إزاحة نظام (القذافي)... ليست جزءاً من المهمة العسكرية. وشهد مولن إلى جانب جيتس بأن ضربات التحالف كان لها اثرها على قوات القذافي بوجه عام لكنه أشار إلى ان الصراع ما زال طويلا. ميدانياً خاضت المعارضة الليبية المسلحة أمس الخميس قتالاً للسيطرة على بلدة البريقة بشرق ليبيا بعد يوم من نجاح القوات الموالية للقذافي في دفعهم للتقهقر على شريط ساحلي تحت وابل من نيران الصواريخ. وتراجعت بعض قوات المعارضة المسلحة حتى بلدة اجدابيا الاستراتيجية بوابة الشرق وتقع على بعد نحو 150 كلم جنوبي بنغازي معقل المعارضة. ومازالت اجدابيا تحت سيطرة المعارضة امس الخميس. وخاضت قوات المعارضة والقوات الموالية للقذافي معارك كر وفر على جانبي شريط من الأرض يربط بين اجدابيا وابن جواد لعدة اسابيع. وتأثرت القوة العسكرية الفائقة للقذافي لكنها لم تدمر من جراء الغارات الجوية التي يقودها الغرب. وتولى حلف شمال الاطلسي رسمياً أمس الخميس قيادة كل العمليات في ليبيا من التحالف الدولي الذي بدأ ضرباته في 19 مارس. وقال دبلوماسي لوكالة فرانس برس: إن (عملية الحامي الموحد) التي قررتها دول الحلف الاحد بدأت رسميا هذا الصباح (امس) كما هو مرتقب مؤكداً نقل مسؤوليات عمليات القصف في ليبيا التي كان يتولاها حتى الآن التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا. والعملية يتولى قيادتها الجنرال الكندي شارل بوشار من المركز الاقليمي لقيادة حلف الاطلسي في نابولي بجنوب ايطاليا. في ظل تلك الاحداث قال خبراء في الألغام وفي منظمات حقوق الإنسان أمس إن قوات القذافي زرعت ألغاماً أرضية في مناطق حول بلدة اجدابيا مما يضيف بعداً جديدا خطيرا للصراع على الجبهة الشرقية لليبيا. وتشمل الألغام ألغاماً مضادة للأفراد برازيلية الصنع وألغاماً مضادة للدبابات مصرية الصنع. واكتشف مراقبون حقلين للألغام في الأيام التي تلت انسحاب قوات القذافي من اجدابيا كما اكتشف الفريق أيضا 35 مستودعاً للذخيرة في اجدابيا. ولم يعثر في تلك المستودعات على ألغام أرضية لكن كانت بها كميات كبيرة من قذائف المدفعية وقذائف مورتر والصواريخ المضادة للدبابات.