واجه الثوار الليبيون نكسة جديدة الأربعاء مع استعادة قوات الزعيم معمر القذافي السيطرة على مدينة راس لانوف النفطية بلدتي بن جواد والبريقة مرغمة مقاتلي الثوار على التراجع شرقا. وقد استعادت قوات العقيد معمر القذافي صباح الأربعاء السيطرة على راس لانوف (شرق) وذلك بعد أيام من سيطرة الثوار عليها، وأرغمتهم على الفرار من هذا المصب النفطي الإستراتيجي والعودة أدراجهم شرقا. وسيطرت قوات القذافي مجددا على هذه المدينة ظهرا فيما انتاب الذعر الثوار الذين كانوا يحاولون التراجع نحو مدينة البريقة التي ما زالوا يسيطرون عليها. كما قصفت قوات القذافي الأربعاء مجددا مصراته (شرق طرابلس) بالمدفعية والصواريخ، وذلك غداة هجوم دام أسفر عن 18 قتيلا بحسب متحدث باسم الثوار وطبيب في مصراته. وأعلن المتحدث الذي رفض الكشف عن هويته أن «مصراته تعرضت مجداد لهجمات قوات القذافي التي أطلقت عشوائيا قذائف دبابات وصواريخ على قطاعات عدة في المدينة». وأشار طبيب في مستشفى المدينة إلى أن «18 شخصا قتلوا الثلاثاء» في هجوم قوات الموالية، من بينهم أربعة ينتمون إلى الأسرة نفسها. وقصفت أربعة مقاتلات (إف 16) بلجيكية مخازن أسلحة في وقت متأخر من أمس الأول الثلاثاء، بينما تشير الأنباء إلى عودة المقاتلات إلى القاعدة بدون ورود تقارير عن وقوع جرحى أو قتلى. فيما قالت منظمة (هيومان رايتس ووتش) المعنية بحقوق الأنسان في تقرير لها الأربعاء: إن قوات العقيد الليبي معمر القذافي زرعت ألغاما أرضية خلال الصراع الجاري مع الثوار في البلاد. وجاء في التقرير إنه تم العثور على ألغام مضادة للأفراد وأخرى مضادة للمركبات على مشارف مدينة أجدابيا شرق ليبيا والتي سيطرت عليها قوات القذافي لعشرة أيام قبل أن يستعيد الثوار السيطرة عليها الأسبوع الماضي. وجرى اكتشاف الألغام بعدما مرت شاحنة عليها وفجرت اثنين من الألغام المضادة للأفراد التي وضعت تحت أبراج طاقة خارج أجدابيا الاثنين الماضي، ولم يصب أي شخص في الانفجار. وأشار التقرير إلى أن فرق دفاع مدني قامت في وقت لاحق بتفجير العشرات من الألغام في المنطقة. من جانب آخر قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) يوم الثلاثاء: إن الولاياتالمتحدة أنفقت 550 مليون دولار حتى الآن على العمليات العسكرية في ليبيا لكنها تتوقع أن تستقر التكاليف عند 40 مليون دولار شهريا حالما يجري خفض عدد القوات الأمريكية ويتولى حلف شمال الأطلسي قيادة العمليات. وقال البنتاجون: إن حوالي 60 بالمئة من هذه الأموال أنفقت على صواريخ وقنابل استخدمت في ليبيا حيث تقاتل القوات الموالية لمعمر القذافي المعارضين المسلحين الساعين إلى الإطاحة بالزعيم الليبي، وأنفقت باقي الأموال على نقل القوات إلى المنطقة وعلى العمليات.