معرض الكتاب لهذا العام 2011م حظي باهتمام بالغ من وزير الإعلام والعاملين معه من أجل إظهاره بشكل يليق بالمستوى الحضاري والفكري التي توصل له المجتمع السعودي، فامتلأ المعرض بالعديد من الكتب النادرة والمميزة في كثير من التخصصات والمعارف والآداب والفكر، ويشهد حضورا جماهيريا من جميع فئات المجتمع وهذا يؤكد نجاحهم في تلبية حاجات الجمهور والقراء والزوار. وهناك العديد من المؤلفات القيمة إلا أنه شدني تجربة شبابية إلكترونية برزت بشكل ملحوظ في أروقة معرض هذا العام، حيث وجدت كتاباً بعنوان: «محبرة السمار» من مجموعة مؤلفين، فتأملت في هذا الكتاب فسرتني جدا فكرته وأعجبت أكثر بمستواه الأدبي، حيث اجتمع عدد من الشباب ذكورا وإناثا في منتدى إلكتروني وسالت أقلامهم الأدبية لترسم لنا قصة ورواية ومقالا وخاطرة وشعرا يزينها ريشة رسام يعبر عن تلك المعاني، وهنا أخذ بي الخيال لأقول: كم من الدرر الأدبية سطرت في هذه المنتديات والمواقع الإلكترونية لم تشرف مكتبتنا الورقية بحفظه ونشره، وخاصة من هؤلاء الشباب ذكورا وإناثاً الذي امتاز أسلوبهم بالصفاء والصدق والخيال واللغة الجملية والتعبير الحسي.. مما يجعلنا نضيف هذا النوع من الأدب إلى رفوف مكتباتنا الأدبية لنسجل هذه التجارب اليانعة والمتألقة في تاريخ الأدب المعاصر. «محبرة السمار» نموذج فريد يكشف لنا عن قدرات شبابنا في الكتابة والفنون الأدبية يستحق من الجميع الإشادة والدعم والتأييد، لأنه نتاج لثلاثة وعشرين شخصاً شاركوا بالقصة والخاطرة والشعر ومزجوها بالتصوير الاحترافي والفن التشكيلي، ثم اجتهدوا بأنفسهم في صياغة هذا الكتاب وتسطيره بهذا الجمال والروعة التي تشد القارئ والمثقف والأديب بروح امتلأت شباباً طموحاً متفائلاً مثابراً يسعى إلى الإنجاز في عالم الإبداع والحضارة. شكرا لكم يا مؤلفي «محبرة السمار» فقد أبدعتم وتميزتم، وأشعلتم نقطة بداية لكل المنتديات الإلكترونية والمواقع المتخصصة في نقلها من عالم الإنترنت إلى عالم المكتبة الورقية، وأشعلتم الانطلاقة في نفوس كل المبدعين أمثالكم في هذه المنتديات وغيرها إننا ننتظر إبداعكم في رفوف مكتباتنا، فسيروا في جمع ما نثرتموه في عالم الإنترنت لنقرأه في حضن المكتبة، ولا أنسى أن أشيد بصاحب فكرة هذا الكتاب وأحد مؤلفيه وهو الكاتب وليد بن محمد المحيميد.