قبل انتصاف ليلة أمس الأول، بدقائق قليلة، أعلن وزير الثقافة والإعلام عبدالعزيز خوجة عبر صفحته في الموقع الاجتماعي الأشهر «فيس بوك» أنه تم التوجيه بفسح جميع كتب غازي القصيبي دون قيد أو شرط، واصفا عدم توفر كتب القصيبي في مكتباتنا ب«غير اللائق بالنظر إلى إسهاماته الكبيرة في خدمة الوطن». ويرتبط نتاج القصيبي الأدبي في ذهنية القارئ المحلي بالمنع والحظر وعدم الفسح، منذ أن لمع نجمه على المستوى العربي أديبا يتحرك في مساحات شاسعة يوفرها الإبداع الكتابي بالضرورة، بعيدا عن السياسة والنشاط الرسمي، تحديدا منذ انتشار ديوانه المثير للجدل «معركة بلا راية»، وكتابه «ثورة في السنة النبوية»، وأخيرا روايته الصاخبة «شقة الحرية». القصيبي- وهو يرقد الآن في المستشفى التخصصي بالرياض- سبق أن تعرض خلال مرحلة سابقة من حياته لهجوم شرس شنته تيارات متشددة كانت ولا تزال ترفض نتاجه الأدبي، وإن كانت في الوقت نفسه لا تختلف على نجاحه الإداري فيما أوكل إليه من وزارات ومناصب حكومية حساسة، ولعل المنطق يفرض هذا الواقع الذي يفصل بين القصيبي المسؤول والقصيبي الأديب المثير للجدل. غازي القصيبي المولود في الثاني من مارس 1940 بالهفوف، يكتب اسمه، أو ينقشه بالأحرى في ذاكرة الوطن وأهله، من خلال أربع وزارات وسفارة وعدد من المؤلفات التي شكلت علامة فارقة في مجالها، محليا وعربيا. ومؤخرا انشغل القصيبي عن وزارة العمل التي لم يزل وزيراً لها، بمتاعبه الصحية التي تحولت إلى هاجس مخيف قبل أن تستقر حالته على وضعها الحالي في البحرين، ومنها إلى الرياض. ويصل القصيبي إلى وزارته الحالية بعد أن عمل وزيرا ل«الصناعة، والصحة، والمياه» قدم خلالها العديد من المشاريع المفصلية في تاريخ نهضة البلاد وتقدمها. إلى ذلك، قوبل هذا الإعلان من رجل المؤسسة الثقافية الأول، د.عبدالعزيز خوجة، بردود فعل متباينة لدى المثقفين والمهتمين بالأدب السعودي عموما. ومن خلال التعليقات على هذه «التدوينة» في ال«فيس بوك» رأى الكثير من المهتمين بالخبر أنه بشارة خير بالمزيد من الانفتاح والمرونة في التعامل مع ما ينتجه الأدب السعودي من إصدارات، ظل الكثير منها منفيا في أوطان أخرى، على رفوف لا تصلها يد القارئ السعودي في الداخل.