لقد عمّت الفرحة ربوع الوطن، وملأت قلوب المواطنين بالأوامر الملكية الكريمة، التي كان لها وسيكون لها بإذن الله تعالى أثر فاعل في اقتصاد البلد ودخل المواطن ورفع مستوى معيشته واستقراره في عمله وسكنه، وجوانب حياته الأخرى، وقد عبر المواطنون عما يكنونه في ضمائرهم نحو خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني بألوان من التعبير متعددة ومتنوعة، وشكر جزيل وافر لله عز وجل على هذه النعم التي أفاء الله بها على هذه البلاد، ثم لحكومتنا الرشيدة وفقها الله وسدد خطاها. ولعل من أبرز هذا التعبير هذا التلاحم والترابط والألفة والمحبة والتعاطف والتراحم المتبادل بين الراعي والرعية، الذي ترجمه الشعب بجميع أطيافه قولاً وعملاً في ميادين وشوارع المدن والقرى وفي المدارس والمعاهد وفي كل الأمكنة، ليجدد الولاء والطاعة، ويسجل على صفحاته الناصعة البيضاء درساً يصد كيد الأعداء والحساد والشانئين في نحورهم. ومن أنواع التعبير الذي يدخل الفرح والسرور على النفس تجاوب أكثر مؤسسات القطاع الخاص بصرف راتب شهرين لمنسوبيها، كشركة الكهرباء وسابك والاتصالات وغيرها، وهو تجاوب تشكر عليه هذه الشركات ويسطر في صفحات سجلاتها بمداد من التقدير والاحترام، ليبقى شاهداً لها على المشاركة الفاعلة في بناء الوطن والتجاوب مع معطياته الخيرة، وقد زادت بعض الشركات على هذه المبادرة الجليلة بمبادرات أخرى تضاف إلى رصيد تجاوبها ومشاركاتها التي تتدفق من نبع وطنية أصحابها الغزير، مثل "منازل" التي استحدثت مائة وخمسين وظيفة للسعوديين خلال العام الحالي، ومثل شركة "دلة البركة" التي رفعت الحد الأدنى لرواتب السعوديين إلى ثلاثة آلاف ريال، ومجموعة "ابن لادن" التي تقيم الدورات التدريبية للسعوديين، وفي كل يوم توافينا جريدة "الجزيرة" الغراء بقائمة جديدة، ومع هذا فإن القارئ حينما يتصفح أسماء هذه الشركات والمؤسسات على صفحة جريدة "الجزيرة" السباقة إلى مثل هذه الأخبار السارة يلحظ أن لدينا شركات وطنية وأخرى استثمارية تسطع سمعتها وتشرق شمسها في أجواء المملكة ولكن نجومها في هذه المناسبة الكريم أفلت وشمسها كسفت، ونحن بفارغ الصبر ننتظر صباحها المشرق الجميل، وعطاءها الوافر المفيد. وها نحن نلحظ في المقابل شركات أخرى ليست في مستوى الشركات الكبرى المشاركة، ومع هذا فقد كانت سباقة في تجاوبها مع الأوامر الملكية مثل شركة أبناء متعب السبيعي العقارية، ومؤسسة فهد صلال للمقاولات والمخيليل للمقاولات وغيرها من الشركات التي ورد ذكرها في جريدة (الجزيرة). وقد فتحت لي الصدفة باب اللقاء بأعضاء شركة أبناء متعب السبيعي العقارية في نخبة من المعارف كان حديثها يصب في جداول هذا الموضوع، وقد أثلج صدري وأدخل السرور على نفسي ما سمعته من الشيخ فهاد السبيعي وإخوانه فهيد وعبدالله وسعد أعضاء الشركة، من الولاء المنقطع النظير، والشكر الوافر الجزيل لحكومتنا الرشيدة، واستعدادهم لتجاوب أكثر مع كل ما يعود على هذا الوطن بالخير والنفع العميم. فحيّاهم الله، وحيّا جميع الشركات والمؤسسات والتي تجاوبت مع الأوامر الملكية الكريمة، وكأساً دهاقاً من اللوم والعتاب من يد كل مواطن يمدّه برفق ومودّة إلى أصحاب تلك الشركات التي التزمت الصمت، وإن كنا نصغي أسماعنا منها ما يحقق تجاوبها ومشاركاتها الفاعلة في خدمة هذا الوطن الذي لم يبخل عليها بالكثير من مدخراته.. "ويبقى الود ما بقي العتاب". د. حمد بن عبدالله المنصور