رحمك الله يا أبي... رحمك الله يا أمي... فقد كنتما مدرستي في حب وطني وولاة الأمر فيه وعلمائه - تعلمت منكما أن الوطن مسؤليتنا، وأن أمنه بأيدينا، وقوته من قوة تلاحمنا وتكاتفنا مع ولاة أمرنا - عرفت من خلالكما معنى الولاء والانتماء الصادق ومعنى التأمل في الإيجابيات والمحاسن قبل السلبيات لتعزيز هذه الروح في داخلنا. وحين أستعرض تاريخ دول عمرها الزمني قروناً عديدة وألتفت إلى ما نحن فيه أردد دائماً: اللهم لك الحمد، واللهم احفظ لنا هذه الأسرة الحاكمة بالقرآن والسنة، الأسرة التي هيأها الله لخدمة الحرمين الشريفين والإسلام والمسلمين في كل مكان، الأسرة التي جعلت من المملكة العربية السعودية التي لم تبلغ الثانية والثمانين من عمرها بعد التأسيس على يد المؤسس الباني الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بن عبدالله آل سعود، دولة نهضوية تضاهي دولاً تفوقها عمراً ولا تتفوق عليها تنمية وعمرانا. أسرة سخّرت ثروة هذا الوطن في بنائه واستثمار إنسانه والشواهد ماثلة لكل عين تريد أن ترى بالفعل وكل أذن تصغي للحق وكل عقل يحكمه فكر سوي ونقي !! فحين تقول التقارير: إن المملكة ستصبح سادس أكبر اقتصاد في العالم وأغنى اقتصاد في الشرق الأوسط بحلول عام 2050حسب تقرير صدر من سيتي بنك أبرزته وكالة رويترز، وحين أرى النقلة الكبرى في التعليم العالي من 8 جامعات إلى30 جامعة تقريباً شملت مناطق ومحافظات المملكة - وآلاف المبتعثين والمبتعثات من أبناء وبنات المملكة تتاح لهم الدراسة ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، وحين أرى شعوباً حولنا تهتز من تحتها الأرض وتتقاذفها الصراعات والمشاحنات والبحث عن السلطة والمصالح في دول تستثمر في السلاح أكثر من استثمارها في إنسانها.. أعرف وأدرك: لماذا نحن محسودون ؟! وأدرك أكثر أن ما لدى قيادتنا ممثلة في والدنا وقائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود من الحرص والاهتمام برفاهية المواطن السعودي التي تجعله عنصراً فعالاً وإيجابياً أكثر وأكبر مما نطالب به. أمي - أبي: لن أنسى ما حييت حين كنتما تهمسان أثناء مشاهدتكما لصور وثائقية متحركة وغير متحركة لمؤسس هذه البلاد طيب الله ثراه بكلمة..(جعله في الجنة) ثم تعددان مآثره -رحمه الله- وكيف حكم عبد العزيز « هكذا بدون ألقاب « هذه البلاد وحفظها وأمّنها مستعيناً بالله ثم بالرجال الأوفياء المخلصين، ولن أنسى كيف كنتما ترددان عند مشاهدة الأخبارورؤية ولاة الأمر (الله يعزهم ولا يعز عليهم، الله يرزقهم البطانة الصالحة، الله يقويهم على الحق، الله يخليهم لنا ذخر، الله لايبيّن غلاهم.. إلخ) ! هذه العبارات وغيرها أسست في أعماقنا كيان هذا الحب الكبير والتقدير للأسرة المالكة (آل سعود) وللقيادة الرشيدة، كيان رسخته أعمالهم وعطاءاتهم ومحبتهم وإخلاصهم لشعبهم وبلدهم وقيادته لمصاف الدول المؤثرة عالمياً دون المساس بالثوابت والعقيدة الراسخة، وانتهاجهم سياسة الباب المفتوح بين الراعي والرعية. أمي «رحمك الله»: كنتِ ترددين دائماً بصوتك الشجي هجينية أطربتني كثيراً، ولازلت أرددها حتى الآن لتلك الشاعرة البدوية بين إبلها وغنمها عندما خرج زوجها مع الملك عبد العزيز في مرحلة التأسيس وتثبيت الأمن حين قالت - مايرقد إلا هنوف قلبها سالي في روشنٍ ياسعد تِغْلَقْ لواليبه شقّوا بالاسلام واودعوا الفشق غالي والطّرش دَلّوا يجونه في معازيبه يالله انا طالبك ياربنا العالي إنك تعز ابو تركي عقب تغريبه أما بسطها وكلٍّ راح يجتالي والا فكلٍّ هبوب النّود تومي به فرد عليها الواقع بأن وفق الله عزوجل الملك عبد العزيز (وبسطها وكل راح يجتالي) ويطلب الرزق ويبني ويتعلم ويبيع ويشتري بعد أن عم الأمن والأمان الذي لازلنا ننعم به ولله الحمد حتى وقتنا الحالي فأصبحنا محسودين عليه.! أبي « رحمك الله «: لن أنسى ما حييت تلك النظرة المفعمة بالفخر والاعتزاز بابنتك الشاعرة كلما أسمعتك قصيدة وطنية !! ولن أنسى تلك الدمعة الغالية التي انحدرت فوق وجنتيك عندما رأيت استقبال الملك فهد رحمه الله لأخيه ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز حين عاد من رحلة علاجية حينها كتبتُ قصيدة بعنوان (الخادم اللي زاده الخادم شروق) منها هذه الأبيات: تكفين يارجلة تُوَلّيه برفوق روفي بشيخٍ تذرف الدمع عينه شافه ورا الشاشه وابو فيصل يْتوق لمعانقة لحظات شوفه ثمينه يالايمه.. عسى الصواديف لك عوق مواطنٍ.. شِعْره على وجنتينه أبي - أمي «رحمكما الله» : (نحن باقون على العهد والبيعة، وما درسناه في جامعتكما من حب وإخلاص لهذا الوطن الغالي ولحكامه ولعلمائه المخلصين الذين هم بعد الله صمام الأمان لبلادنا ولنا - وسنبقى على ماربيتمانا عليه في حياتكما، قدوة لغيرنا كما كنتما قدوة لنا، وحماة لديننا ووطننا وأوفياء لقيادتنا وولاة أمرنا طاعة لله وحباً لهم، وبراً ووفاءً لكما في مماتكما - رحمكما الله رحمة واسعة - وأسكنكما المنزلة الرفيعة من الجنة وجعل عملكما تجاهنا وتجاه وطنكما في موازين حسناتكما - آمين يارب العالمين.) ناسِ تذابح لاجل الاصلاح وتموت وانّا عليه من القيادة حيينا والاصبع اللي يلعب بكل ريموت حنّا قطعنا دابره وانتهينا